Facebook Twitter صحيفة إلكترونية مستقلة... إعلام لعصر جديد
Althaer News
- لبنان: النزوح السوري لم يعد يُحتمل - بين إنجاز الملفّ الحدودي والرئاسة: العين على "القائد" - باسيل يستنكر من زحلة "اللاعدالة الضريبية": الشعب الذي ليس لديه دولة يصبح مهجّرا في أرضه ومسؤوليّتنا ان نتصدّى لخطر النزوح المهدّد لوجودنا - منخفض جوي يؤثر على لبنان..والحرارة الى انخفاض! - مساعي "الخيار الثالث" يلفّها الغموض.. لا بديل عن تسوية لانتخاب الرئيس - السعودية أبلغت لودريان ضرورة أن تضع فرنسا حدًا للتبايانات داخل إدارتها حول الملف اللبناني - الكونسرفتوار يعزي الأسرة الفنية برحيل نجاح سلام - مولوي: النزوح السوري يهدد ديمغرافية لبنان وهويته - باسيل: حكومتنا يجب أن تفرض عودة النازحين وواهم من ينتظر تغيّر موازين القوى لإيصال مرشّحه إلى الرئاسة - أقدما على تعذيب كلب وربطه وجرّه بوحشيّة بواسطة حبل مربوط بسيارة، وشعبة المعلومات أوقفتهما خلال ساعات - أنهُ الاحتلالُ السوريُّ الجديدُ! - «النازحون السوريون» كرة نار تدفع لبنان للهلاك والمجتمع الدولي متواطئ - كنعان يلزم حكومة ميقاتي - حريق الحمدانية: طرد رئيس مجلس النواب من مجلس عزاء ومطالبات بالاستقالة - نديم الجميل يهدي فوز ناديي الحكمة وبيروت فرست إلى لبنان "الذي نناضل من أجل رفض تغيير هويته" - جعجع في ذكرى انطلاقة "الجبهة السيادية ":خصومتنا مع الفريق الآخر ليست ايديولوجية بل لأنه "واضع أنيابو بالبلد وبدو يحكمو وما بيعرف" - فيّاض في قمة "الطاقات العالمية" في لندن: تقدّم ملموس في لبنان - حمية يتفقّد موقع مسح الجيش للمُلك البحري في الجيّة: أهدافنا وطنيّة صرفة - 30 ضابطاً في الأمن العام أقسموا اليمين القانونية - منصوري أمام نقابة المحررين: وصلني تقرير "ألفاريز" بالأسماء والأرقام يتم درسه في هيئة التحقيق الخاصة

أحدث الأخبار

- "حفرة بعمق 60 مترا" تظهر فجأة وتثير الرعب - بالصور والفيديو: قوى الأمن الداخلي تقوم بأكبر عملية مصادرة لطيور وحيوانات برية في تاريخ لبنان! - قدما على تعذيب كلب وربطه وجرّه بوحشيّة بواسطة حبل مربوط بسيارة، وشعبة المعلومات أوقفتهما خلال ساعات - لليوم الثاني.. النيران تلتهم أحراجاً في الدبية واستنفار للدفاع المدني وطوافات الجيش - ياسين في سلسلة إرشادات: انتبهوا في هذه المناطق - بالفيديو والصّور - تنظيف الأقنية تفادياً للكارثة - وزيرا الاشغال والبيئة أكدا اهمية التنسيق بين الادارات منعا للفيضانات في موسم الامطار حمية: ابواب الوزارة مفتوحة على الاقتراحات البناءة ياسين: البنى التحتية بحاجة إلى صيانة - دروب الحمى للسلام: توقيع اتفاق تعاون تاريخي بين ثمانية قرى في جبل لبنان - المستحيل أصبح ممكناً .. كبسولة تحمل أكبر عينة من كويكب إلى الأرض - ياسين: لتحصيل مستحقات قطاع المقالع والكسارات للخزينة - سحابات دخان تنبعث من مكب النفايات في حرج برسا.. والاهالي يناشدون - لغز ثالث أكبر أقمار النظام الشمسي.. كاليستو يحتوي على أكسجين يحيّر العلماء - ياسين: لنشر الطاقة المتجددة وتحقيق هدف الانبعاثات الصفرية عام 2050 - غانم حذر من مخاطر داهمة :"نحن في خضم تغيرات مناخية كبيرة ولتتخذ التدابير قبل وقوع الكارثة - "زلزال أقوى قادم".. توقع جديد مرعب من العالم الهولندي - هنا ... غلبون، البلدة النموذجية! - ياسين: التعاميم والمواصفات للحد من تلوث وضرر المولّدات ملزمة - العدد الثاني من مجلة “الحمى”: صون الطبيعة بإشراك الشباب - مؤتمر بيئي دولي في استراحة صور حول التنمية الإجتماعية والبيئية في المناطق الساحلية للبحر المتوسط - "ظاهرة مخيفة" لدى دودة صغيرة تلتهم أفراد جنسها عند التوتر!

الصحافة الخضراء

مقالات وأراء

عيد القرية

2023 حزيران 28 مقالات وأراء

تابعنا عبر

الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر



- " اكرم كمال سريوي "


كان العيد جميلاً، وكنّا ننتظره طويلاً، وربما لذلك كان جميلاً.

يزورنا مرةً في العام، يحمل معه الفرح، يرسم البسمة على الوجوه، ويغرس الأمل في النفوس. نستقبله بثياب جديدة، وقلوب نظيفة، وصواني الحلوى، وأشهى المأكولات، كيف لا وهو ضيف نادر، عزيز النفس، لا يرحل دون رجعة، ولا يزور كلّ يومٍ، وحين يأتي كنا نعدُّ له ما يليق بقدومه، من مواكب التهليل والتبجيل.

هكذا كان العيد في قرية لا تتجاوز الخمسين بيتاً، اتكأ بعضها على كتف بعض، فتشارك الجيران جداراً أو أكثر، ليخففوا عن كاهلهم، كلفة البناء، ويجعلوا الجيرة أمتن وأكثر دفئاً.

سطوح ترابية غنية وجميلة، تزيّنها وشوشات النجوم، وهمسات القمر، تزدان بمواسم المونة، طيلة أيام الصيف. وترتاح فوقها محادل حجرية، تبقى صامتةً خرساء حتى الشتاء،.

وما أن تَطِلُّ حبات المطر، حتى يعتلي الرجال السُطوح، وتبدأ المحدلة رقصتها جيئةً وذهاباً، تعزف مع "الماعوس" أنغاماً، وتغني تراتيل استسقاء، فتُغلق شقوق التراب التي خلّفها حر الصيف، ولهيب شمسه الحارقة.
تأنُّ تحتها خشبات السقف المتراصفة بثبات كصفوف الجند، فتُصدر صريراً، يحاكي زخات المطر، وهو يطبع قبلات الشوق على وجنتيها، وفمها يزغرد فرحاً : أهلاً وسهلاً بالشتاء.

في وسط قريتنا، تربّعت سنديانة دهرية، عمرها من عمر الزمن، جذورها ضاربة في أعماق الأرض، وأغصانها غضّة وارفة الظلال، ترامت حتى ضاق بها المكان، ورفعت رأسها عالياً، لتراقب كلّ بيوت القرية، وكأنها حارس أمين ساهرٌ، لا تغضُّ له عين.
نحت الأجداد تحتها صخوراً، جعلوها مقاعد صلبة أبدية لا تنكسر، أرادوها أن تحكي قصصهم للأجيال القادمة. وما زالت عليها رسومات لعبتهم المفضّلة "البدريس": ثلاثُ بحصات للصغار، والتسعُ لأصحاب الخبرة الكبار.

أمّا حجر القاعدة الوسطي قرب الجذع، فهو معيار قوة رجالٍ أشداء، يُقال إنَّهُم كانوا يرفعونه تحتهم ككرسي خيزران، ومن يره اليوم يظن أنه يحتاج إلى جرّافة لإزاحته من مكانه.

ذات يوم كان العيدُ عيداً!!!
اجتمع الرجال في ضيافة السنديانة.
تركوا حقولهم، وأراحوا المعاول، واستأذنوا الكروم في إجازة، ليتفرّغوا لاستقبال ضيفهم، الذي سيدخل إلى كل بيت.
تعانقوا على بيادر المحبة، سلموا سلام الرجال، تصافحوا وتصالحوا مع قساوة العيش، في تلك البقعة النائية من الأرض، التي لطالما ظننتها على حافة العالم!!!. فالمسافة إلى أقرب ضيعة، كانت تحتاج ساعات من السير، أمّا إلى بيروتَ فأياماً وليالياً!!!

كان أبو فايز مختار القرية، وللمختار مكانته وهيبته، وهو رجل محبوب من الجميع، وكلمته تدخل إلى العقول والقلوب، وصاحب رأي سديد وعقل رشيد.
جال بنظره على الجمع، ولاحظ أن يوسف غير موجود، فسألهم عنه، رغم أنه يعرف السبب، فالقصة معروفة لدى أهل القرية، ولكن سؤاله كان بمثابة استشارة للجميع.

كان سليم شاباً يافعاً طائشاً، وفي أحد الأيام، مرت بقرة يوسف في حقله، وأتت على بعض الزرع، فغضب وهجم عليه وشتمه، ولولا بعض الشباب الذين أمسكوا به، لوقَعت بينهما معركة عُصيٍّ أين منها حرب داحس والغبراء.

نادى المختار على سليم وسأله: "ألم تتصالح مع جارك يا سليم بعد؟؟؟"

كان صوت المختار قوياً ونبرته حازمةً، وكأنه يوبّخ سليم على سوء تصرفه، وصاح الجميع : لا يا سليم هذا لا يجوز!!! لا نقبل أن يمر العيد وانت في قطيعة مع جارك وهو بعمر والدك.

لم يكن بمقدور سليم معارضة هذا الإجماع على الصلح، وقال الجميع بصوت واحد : هيا بنا إلى منزل يوسف، فالعيد لن يكون عيداً إذا كان في القرية ضغينة وقطيعة بين اثنين.

ساروا وسار معهم سليم دون تردد، وعندما وصلوا استقبلهم يوسف، بالترحاب وتعانق مع سليم، وقدم لهم ضيافة العيد، وبدأت رحلة أشبه بعرس قروي، جال فيها الجمع على كل بيوت القرية دون استثناء، باركوا لبعضهم البعض بالعيد، وتبادلوا الضيافة، وتصافت قلوبهم، كما تصافحت أيديهم المعطّرة برائحة الحقول، والمزينة برسومات نحتتها المعاول والمناجل على الأكف.

تلك أيامٌ كان فيها العيد عيداً، وكانت بيادر الخير تفيض بالمحبة، وتزخر بالطيبة والشهامة والرجولة والعنفوان.

تلك هي قريتي التي أشتاق إليها، بعد أن رحلت عنها بساطة العيش، وتباعدت بيوتها وقلوب ساكنيها، وزارها وحش التباعد بلباس حضارة الانترنت، فتفرّق أهلها وهجروا الحقول والبساتين حتى ضحُلت واحاتها، فبدت حزينة كئيبة صفراء تعتصرها مرارة الإهمال. ذَوَتْ الكروم، ويبست الدوالي، وبكت أشجار اللوز والتين والزيتون، إذ التفت من حولها الأشواك، وحاصرها العلّيق، وحبسها في زنازن النسيان.

لقد باتت ساحة القرية تشتاق إلى تشابك الأيدي، وحلقات الدبكة، وتظافر الجهود والقلوب، ومجالس أهلها ورواياتهم، عن الزرع والحصاد والخير الوفير.
منذ زمن بعيد لم تعد السنديانة تسمع حكايات الفلاحين، وخلت ساحتها من أصواتهم، فذبلت أوراقها، وبانت عليها علامات الهرم والشيخوخة، وكأنها حزينة سئمت هذه العزلة، وباتت تشتاق إلى الرحيل، واللحاق بأصحاب الأمس، فليالي الوحدة طويلة ومملة، وفُراق أُنسِ تلك الأيام الجميلة مؤلم، حتى على شجرة سنديان.

لم تعد المسافة من قريتي إلى بيروت بعيدة، لكن المسافة بين بيوتها أصبحت تقاس بالسنوات، والجار أبعد من نجم المجرّة، وصار العيد صوراً، ورسائل باردة خالية من حرارة الود، مطلية بألوان مجاملات لا حقيقة فيها.
هي مجرد صور يبعثها برنامج الكتروني إلى آلاف الأشخاص، وأغلبيتهم ليسوا بأصدقاء حقيقين، بل مجرد أرقام على صفحات ما يُسمى ب "التواصل الاجتماعي".

لقد بات العيد كذبةً، ومجرد يوم عطلة عادي، حتى أن البعض لا يشعر بمروره.

وحدها سنديانة قريتنا، تذكّرني بالعيد، وأراها تذرف الدمع على ماضٍ ألِفَتهُ، وتشتاقه كما نشتاقه نحن، بل وربما أكثر، فبعض البشر أصبح أقسى من الحجر.
كل عيد وأنتم بالف خير.
اخترنا لكم
باسيل يستنكر من زحلة "اللاعدالة الضريبية": الشعب الذي ليس لديه دولة يصبح مهجّرا في أرضه ومسؤوليّتنا ان نتصدّى لخطر النزوح المهدّد لوجودنا
المزيد
أنهُ الاحتلالُ السوريُّ الجديدُ!
المزيد
باسيل: حكومتنا يجب أن تفرض عودة النازحين وواهم من ينتظر تغيّر موازين القوى لإيصال مرشّحه إلى الرئاسة
المزيد
"ولحقنا الكذاب على باب الدار" كنعان: حلّ الرئاسة بخريطة طريق انقاذية ولبنان انهار لأن "المصلحجية" صمّوا آذانهم عن أجراس إنذارنا
المزيد
اخر الاخبار
لبنان: النزوح السوري لم يعد يُحتمل
المزيد
باسيل يستنكر من زحلة "اللاعدالة الضريبية": الشعب الذي ليس لديه دولة يصبح مهجّرا في أرضه ومسؤوليّتنا ان نتصدّى لخطر النزوح المهدّد لوجودنا
المزيد
بين إنجاز الملفّ الحدودي والرئاسة: العين على "القائد"
المزيد
منخفض جوي يؤثر على لبنان..والحرارة الى انخفاض!
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
كنعان يسمّي: هؤلاء سرقوا اللبنانيين وتسميتي للرئاسة ليست توريطة
المزيد
نقابة المستشفيات ترفع الصوت: الوضع لا يبشّر بالإنفراج
المزيد
فيضانات درنة الليبية تحصد أكثر من 4 آلاف ضحية
المزيد
معلومات جديدة حول مطلق النار على السفارة الأميركية..
المزيد

« المزيد
الصحافة الخضراء
"حفرة بعمق 60 مترا" تظهر فجأة وتثير الرعب
قدما على تعذيب كلب وربطه وجرّه بوحشيّة بواسطة حبل مربوط بسيارة، وشعبة المعلومات أوقفتهما خلال ساعات
ياسين في سلسلة إرشادات: انتبهوا في هذه المناطق
بالصور والفيديو: قوى الأمن الداخلي تقوم بأكبر عملية مصادرة لطيور وحيوانات برية في تاريخ لبنان!
لليوم الثاني.. النيران تلتهم أحراجاً في الدبية واستنفار للدفاع المدني وطوافات الجيش
بالفيديو والصّور - تنظيف الأقنية تفادياً للكارثة