تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
اتضحت قليلا معالم المشهد الانتخابي في مدينة طرابلس، ويبدو من الآن أن عاصمة الشمال ستخوض استحقاقا بين خطين سياسيين، الأول متمثلا بـ "تيار المستقبل" وحلفائه، والثاني بالقوى المعارضة والمقربة من " حزب الله "، وسنشهد في الأيام القليلة المقبلة خلط أوراق ومعطيات جديدة بعد أن تأكد عدم ترشح اللواء أشرف ريفي إلى الانتخابات الفرعية في، وإعلانه تأييد مرشحة "المستقبل" ديما جمالي .
وبغض النظر من سيواجه من المرشحين المحتملين "التيار الأزرق"، فقد بات بالإمكان الجزم ان الأمور جاءت في مصلحة جمالي، ولا يعني ذلك أن المعركة ستكون سهلة مع إصرار خصوم "المستقبل" على خوض الاستحقاق حتى النهاية وعدم تزكية جمالي، خصوصا وأن تحالفا جديدا ستتحدد معالمه قريبا لتوفير موجبات معركة عنوانها الأساس من يمثل عاصمة الشمال.
وجاء التطور الأخير مع ما أكده رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عقب الاجتماع الذي عقد في دارة الرئيس فؤاد السنيورة ليل أمس من أن صفحة جديدة فتحت اليوم مع الوزير السابق أشرف ريفي، وعلينا رص الصفوف والعمل لإخراج طرابلس من الفقر، معتبرا ان الحوار يجب أن يتم بين جميع الأفرقاء، وإني متأكد أن اللواء ريفي همه إنماء طرابلس، ويجب علينا أن نعمل معا لمصلحة المدينة، ليعلن الرئيس السنيورة ان اللواء ريفي "لن يترشح في الانتخابات الفرعية في طرابلس، وسيؤيد المرشحة ديما جمالي ".
بعيدا من أجواء المعركة الانتخابية الفرعية، لا بد من التوقف عند البعد السياسي لهذا الاستحقاق، وما يمكن قراءته سريعا يتمثل في محاصرة القوى الطرابلسية مدعومة من "تيار المستقبل" للنائب فيصل كرامي ولـ "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" ولسائر القوى الحليفة لـ " حزب الله " والمقربة من سوريا، أي السنة المعارضين لـ "المستقبل"، خصوصا وأن تجربة "اللقاء التشاوري" الذي جمع النواب السنة المقربين من المعارضة أربكت "التيار الأزرق" والرئيس الحريري خلال تشكيل الحكومة.
ومن هنا، بات مؤكدا أن "معركة" طرابلس ستكون سياسية بامتياز، وهي تتخطى كونها مجرد تنافس على مقعد نيابي، وهذا ما بدا واضحا في موقف اللواء ريفي حين قال بعد لقائه الرئيس الحريري "نتعالى عن الأمور الصغيرة لأن البلد بخطر والأولوية لمواجهة التحديات وأقول للشارع الطرابلسي أن يمارس قناعته".
وبالاستناد إلى هذا المعطى، يمكن القول إن أبواب مجلس النواب مشرعة أمام جمالي، وأن المعركة حسمت في حدود كبيرة، ولا نعتقد أن تكون ثمة مفاجآت من العيار الثقيل!