تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
دائما ثمة من يصوب على الإعلام ليروغ من مسؤولياته والتزاماته، ظنا منه أن الإعلام هو الخاصرة الرخوة، وهذا حالنا مع أزمة القطاع السياحي مؤخرا، لمجرد أن الإعلام ينقل تفاصيل واقعنا اليومي، بدءا من الأجواء المشحونة على مسار تشكيل الحكومة وتقاذف السباب بأقذع الألفاظ، مرورا بأزماتنا الاقتصادية والمعيشية، وصولا إلى أزمة النفايات والتلوث بحرا وبرا وجوا.
لا نعلم على سبيل المثال كيف بمقدور الإعلام أن يزين الواقع الحكومي المأزوم؟ وكيف يمكن أن يؤكد خلو البحر من التلوث؟ ومن ثم، هل وظيفة الإعلام التعمية أم عرض ورصد الحقائق والتنبيه إلى أن هناك أمورا لا بد من معالجتها في رؤية نقدية استشرافية على المسؤول أن يستفيد منها؟
ثمة من يعيب على الإعلام دوره في كشف الفضائح، علما أن المسؤولين يقرون بها، لكن الانجرار لتحميل الإعلام "ضرب" الموسم السياحي، ففي ذلك تجنٍ وقفزٍ فوق الحقائق، وكنا نتمى لو أن تقاريرنا الإعلامية تتحدث عن نظافة الشواطىء وحسن إدارة المرافق السياحية، وعن توفير البنى التحتية قبل الترويج للسياحة الدينية والبيئية، ومن ثم نسأل كيف يمكن أن نروج للسياحية الصحية والاستشفائية فيما معظم السياسيين بقصدون أوروبا لإجراء فحص طبي روتيني؟
وبالعودة إلى واقعنا السياحي، نتساءل أيضا، كيف يمكن للإعلام أن يكون داعما لقطاع بدأ يغرق في بحر الإهمال والفوضى دون التصويب على المشكلات، وما أكثرها؟
ما ساقه الإعلام حتى الآن حيال أزمات لبنان لا يمثل إلا نذرا يسيرا في مقارنة مع الواقع القائم، ولنبدأ من "مطار رفيق الحريري الدولي" واجهة لبنان، حيث تطالعنا الروائح المنبعثة من المسالخ والمزابل القريبة، ومرات عدة كنا نحمر خجلا من ضيوف كنا برفقتهم ترحيبا وتوديعا.
بعد المطار، إذا ما سلكنا أي طريق، تطالعنا روائح "الكوستابرافا" وبرج حمود والجديدة، المزابل الشاطئية الأولى في العالم، قبل أن يخنقنا دخان محارق النفايات العشوائية، وروائح الصرف الصحي، فضلا عن مشاهدة أكوام النفايات في غير موقع ومكان.
لا يمكن للإعلام أن يكون "كبش محرقة"، وأن يتحمل كل تبعات سوء الإدارة والفساد!