تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
فاضت المشاعر البرتقالية على طول الطرق المؤدية الى ساحة الشهداء. ساحة التحديات والانتصارات. كثر لبّوا دعوة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، أما المناسبة فاحتفال بانتخاب «المؤسس» رئيساً للجمهورية.
الشعور بالإنصاف، بعد 26 سنة من الانتظار، أبكى العونيين أمس. مزيج من دموع وضحكات، رقص على وقعها حاملو رايات لبنان و «التيار» و «القوات اللبنانية» و «حزب الله» حتى وقت متأخر من الليل. إنها من المرّات الفريدة أن ترفرف راية «القوات» إلى جانب راية لـ «حزب الله». إذن هي مرة أخرى يجمع فيها اسم «ميشال عون» كل البرتقاليين.. والأضداد أيضاً.
الكل يشعر بأنه يحتفل بـ «انتصار شخصي» وبأن «الحق ما بيموت». كثيرون غمروا بعضهم بعضاً وبكوا فرحاً، من دون أن يكونوا على معرفة مسبقة. صورة «الجنرال» جمعتهم مرات ومرات. اليوم تحقق الحلم وقصرت المسافات في ما بينهم.
«لا أصدق»، «جسمي في قشعريرة لا تنتهي»، «مجنون وجعلنا نسير وراءه»... عبارات رددها العونيون كثيراً. لينا غريب التي لم تعد منتسبة الى التيار بكت طوال النهار: «لا أعرف ماذا أقول من 26 سنة وأنا أنتظر هذه اللحظة. نهاية 26 سنة من عمري كل يوم مع الجنرال وتحقق الحلم والآن بداية عمر جديد للبنان ولي». أما رندلى جبور التي يمثل تدرجها في التيار من ناشطة الى عضو مجلس سياسي، نموذجاً لحزب واعد، فتقول بتأثر بالغ: «زلزال يضرب مشاعري على مقياس تحقيق الحلم. أبكي وأضحك وأصلي.. هذه الأيام التاريخية ستبقى مطبوعة في الوجدان الى ما بعد أجيالنا.. شكراً يا رب».
شاشتان عملاقتان تقصّان على الحضور «حكاية العماد» من قائد الجيش الى «قائد الوطن». أمام تمثال الشهداء، غنّى معين شريف تلاه زين العمر، باسكال صقر، جورج الصافي، نقولا الاسطا وغيرهم. صدحت الحناجر بالأغاني الوطنية.
«تحقق حلم الناس وفرحوا اللبنانيي وصار القايد عون رئيس الجمهورية». مطلع أغنية «بي الكل» من كلمات حبيب يونس ولحنها جان حدشيتي، وقد أطلقت أمس كهدية فنية للرئيس المنتخب. ملحم بركات كان حاضراً أيضاً.. برغم الغياب.
التفاعل الأكبر من الجمهور كان عندما غنى زين العمر للموسيقار الراحل رائعته «يا صمتي يا معذبني». حزن العونيون كثيراً لرحيل بركات ولكن لا شيء يمنعهم من الفرح لا سيما أن الراحل المبدع كان ليفرح معهم.
حلقات الدبكة حضرت بقوة. كوادر «التيار» ووزراؤه ونوابه غرقوا بين المشاركين. جبران باسيل ونقولا صحناوي والياس بوصعب وشامل روكز وحكمت ديب.. وغيرهم. رقصوا هنا وتجمدوا هناك لالتقاط صورة. كسرت النمطية والكثير من الحواجز في الساحة حيث ارتفع علم كبير لـ «حزب الله».
لم ينسَ باسيل أن يوجه رسالة شكر الى الحزب بشخص أمينه العام السيد حسن نصرالله، وكل من صوّت للجنرال وألقى كلمة ضرب فيها موعداً برتقالياً الأحد المقبل في القصر الجمهوري هذه المرة لا على طريق القصر. وقال: «نعلن بداية حركة شعبية تبدأ الأحد المقبل ليس فقط لمناصرة الرئيس، ولكن أيضا لمطالبته بتحقيق ما يتبقى من أحلامنا وحقوق في الكهرباء والماء وعودة المغتربين. نحن شعب يستحق الحياة ونريد أن ننتصر لينتصر معنا كل اللبنانيين». وختم: «نحن التيار حارس الميثاق وحامي الجمهورية».
مظاهر الفرح البرتقالي عبّرت عن نفسها في معظم المناطق اللبنانية. احتفل العونيون في كل الساحات.. ناموا على فرح.. وغداً يوم آخر...
غراسيا بيطار الرستم