#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أخذَ علينا البعضُ الهروبَ من مسألةِ انتخاباتِ الرئاسةِ وعدمِ الغوصِ في تفاصيلها،
وعلى هذا البعضِ،نردُّ بالقولِ ومع احترامنا طبعاً،لاراءِ ومواقفِ البعضِ، هلْ هناكَ شيءٌ جديدٌ على صعيدِ الرئاسةِ؟
سمعنا المواقفَ المبدئيةَ للدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، وغداً سنسمعُ ونشاهدُ رئيسَ تيارِ المردة سليمان فرنجيه مرشَّحاً،ولكنْ ما الذي تبدَّلَ بالمشهدِ؟معروفٌ ان فرنسا، ورغمَ نفيها،
لا تزالُ تدعمُ بقوةٍ وصولَ سليمان فرنجيه،
وهي تسعى جاهدةَ لتأمينِ وصولهِ في الداخلِ ومع المملكةِ العربيةِ السعوديةِ.
وفي المقابلِ، معلومٌ ان سمير جعجع ابلغَ السعوديينَ أنهم،
حتى ولو مشوا بترشيحِ سليمان فرنجيه فهو لنْ يوافقَ،
وهكذا نكونُ امامَ البابِ الموصدِ من جديدٍ...
فافتراضاً حصلَ سليمان فرنجيه على 65 صوتاً، ولكنْ كيفَ سنؤمِّنُ النصابَ وهو 86 نائباً؟
هلْ منْ تكتلِ لبنانَ القويِّ المعارضِ عبرَ رئيسهِ جبران باسيل انتخابَ سليمان فرنجيه أم عبرَ القواتِ اللبنانيةِ،
أم عبرَ حزبِ الكتائبِ الذي يتردَّدُ ان رئيسهُ اجتمعَ قبلَ ذهابهِ الى باريس للقاءِ باتريك دوريل بسليمان فرنجيه....
***
عملياً:
متى دقتْ الساعةُ فأنَ الامورَ قد يتمُّ ترتيبها، او عبرَ نزولِ القواتِ اللبنانيةِ الى البرلمانِ لتأمينِ النصابِ فقط من دونِ التصويتِ لفرنجيه، او عبرَ طلبِ حزبِ الله من باسيل تأمينَ النصابِ من دونِ الانتخابِ،
وذلكَ على اعتبارِ ان فرنجيه يردِّدُ في مجالسهِ إن بإمكانهِ تأمينَ الــ 65 صوتاً.
***
أنها مسألةُ قرارٍ، والقرارُ يأتي للأسفِ من الخارجِ وما على الداخلِ إلاَّ رفعُ الاصابعِ، كما سبقَ وشاهدناهُ عبرَ عهودٍ من حضراتِ النوابِ الكرامِ.
هكذا كانتْ الامورُ وهكذا لا تزالُ...
وهي لم تختلفْ بكلِّ المسائلِ من موضوعِ الحربِ في سوريا، الى مسألةِ الحربِ في اليمن، الى موضوعِ النازحينَ وغيرهِ...
وهنا على سبيلِ ازمةِ النازحينَ...
أليستْ هذهِ اولويةٌ على أيِّ رئيسِ جمهوريةٍ تمَّ انتخابهُ، أن يُوليها الاهميةَ القصوى..
نحنُ نقتربُ من إنفجارٍ اجتماعيٍّ امنيٍّ اقتصاديٍّ وسياسيٍّ كبيرٍ، والامورُ تنذرُ باحتكاكاتٍ قريباً على مستوى واسعٍ في الشوارعِ والاحياءِ والقرى، ولا سيما مع انتشارِ ارقامِ النازحينَ وولاداتهمْ،
وحتى مستوى التعويضاتِ الاسبوعيةِ والشهريةِ التي يحصلونَ عليها، سواءٌ من الاممِ المتحدةِ او من المنظماتِ الدوليةِ الاخرى..
للاسفِ، هذا ملفٌ غطى الجميعُ عليهِ بطلبٍ دوليٍّ باستثناءِ بعضِ الافرقاءَ اللبنانيينَ، وعدا ذلكَ خضعَ الجميعُ في لبنانَ لاملاءاتٍ عناوينها إنسانيةٌ،
لكنها طوتْ في مجملها اكبرَ خطرٍ ديموغرافيٍّ على لبنانَ ودولتهِ وشعبهِ ومؤسساتهِ.
أنها اولويةٌ اخرى الى جانبِ اولويةِ وقفِ الانهيارِ الكارثةِ والذي سيتفاقمُ في الايامِ والاسابيعِ المقبلةِ...
فعلى أيِّ جمهوريةٍ سيأتي رئيسُ الجمهوريةِ؟
جمهوريةُ الإنهيارِ أم جمهوريةُ النازحينَ، أم جمهوريةُ المودعينَ؟