تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عندما نقولُ إنها حكومةٌ "نجيبةٌ عجيبةٌ"، من رأسها حتى آخرِ وزرائها، تطالعنا الأصواتُ التي تقولُ:
مهلاً عليهم قليلاً... اعطوهمْ المزيدَ من الفرصِ!
عظيمٌ، فليأخذوا راحتهمْ. "ما حدا مستعجل"، والبلدُ في أيامِ عزِّهِ ومجدهِ، والدولارُ بـــ ١٥٠٠ وربطةُ البقدونسِ بربعِ ليرةٍ!
فعلاً إنها مسخرةُ المساخرِ.
أوصلونا إلى قعرِ القعرِ في الجحيمِ، ويقولون لنا "طولوا بالكم علينا".
***
آخرُ خبريةٍ هي أن وزيرَ التربيةِ عباس الحلبي يدعو الناسَ إلى عدمِ مهاجمةِ الحكومةِ وإعطائها الفرصةَ... فهي ليستْ مسؤولةً عن هذهِ الكارثةِ المريعةِ...
لا نريدُ أن نردَّ عليكَ تحديداً يا معالي الوزير، ولكنْ انتمْ فعلاً "مكفيين وموفيين"!
"مكفيين وموفيين" كلكمْ في الحكومةِ.
في التربيةِ، "مكفيين وموفيين". جامعتنا اللبنانيةُ في أحلى أيامِ ازدهارها، ومدارسنا الرسميةُ تتألقُ وتتباهى على ارقى المدارسِ الخاصةِ...
وفي الكهرباءِ، نورٌ على نورٍ.. ووزيرٌ يكهربُ الدنيا بالطقشِ والفقشِ...
وفي البنزينِ والموتوراتِ والاتصالاتِ مشاريعُ كوارثَ لا مثيلَ لها آتيةٌ بعدَ الانتخاباتِ كما يقولون..
وفي القطاعِ المصرفيِّ ظلمٌ على ظلمٍ،
وفي السوبرماركت جوعٌ على جوعٍ،
في الاستشفاءِ والطبابةِ وجعٌ على أوجاعٍ...
وبعدُ... صندوقُ النقدِ ينتظرُ خطَّةَ التعافي،
والخطَّةُ تنتظرُ الإصلاحَ،
والإصلاحُ من رابعِ المستحيلاتِ...
لأنهُ يعني إقتلاعَ هذهِ المنظومةِ الفاسدةِ من جذورها العتيقةِ... فمنْ أينَ نبدأُ؟
***
فعلاً، انتم "مكفيين وموفيين" في كلِّ شيءٍ،
وقبلكمْ حكومةُ الأكاديمي كفَّتْ ووفَّتْ على مدى عامٍ ونصفِ العامِ،
وقبلها حكوماتُ الأشاوسِ جميعاً فيهم الخيرُ والبركةُ وما قصَّرتْ..
كلهم بلا إستثناءٍ...
الحريري وتسوياتهُ التي لم نفهمْ اولها من آخرها..
والسنيورة الذي لم نفهمْ أرقامهُ من أولِ دفترٍ الى آخرِ كشفِ حسابٍ...
وقبلهما وبعدهما بابازاتُ أداراتِ الدولةِ على طريقةِ "أنا الدولةُ والدولةُ أنا"،
وكلُّ هذا... وتُغسلونَ أيديكمْ جميعاً "من دمِ هذا الصدِّيقِ".. وتطلبونَ فرصةً جديدةً!
***
نرجوكمْ، أو نتحداكمْ، أن تقولوا لنا:
مَنْ هو المسؤولُ فعلاً عن خرابنا، ما دمتمْ كلكمْ تقولون إنكمْ قمتمْ بالواجبِ..
إذا كانَ "حزب الله" هو المسؤولُ الوحيدُ سمُّوهُ بالاسمِ وارتاحوا وريِّحونا!
وإذا كانَ آخرونَ من منظومةِ الفسادِ في الكهرباءِ والاتصالاتِ والمحروقاتِ والمشاريعِ والتلزيماتِ... سمُّوهمْ لنعرفهمْ فنرتاحُ وترتاحونَ!
وأما أن تصمتوا وتديروا اللعبةَ بالمناوراتِ، وكلٌّ منكمْ يرمي الكرةَ على الآخرِ...
فهذا يعني أنكمْ جميعاً مسؤولون، سواءٌ بسواءٍ!
***
جوهرُ الكارثةِ هي أننا مقبلونَ على انتخاباتٍ نعرفُ مسبقاً أنها ستكرِّسُ فسادَ الفاسدين...
انتخاباتٌ يُكثرُ فيها المرشحونَ، وترفعُ فيها مئاتُ الشعاراتِ البراقةِ الرنَّانةِ... ولكنْ...
لا برنامجَ انقاذياً واضحاً لدى أحدٍ... من أقصى لبنانَ إلى أقصاهُ.
ولم نشعرْ أن أحداً من الراكضينَ الى البرلمانِ يفكرُ أبعدَ من الكرسيِّ الوثيرِ الذي ينتظرهُ في قاعةِ المجلس..
لتجلس الاكثريةُ مجدداً لمدةِ ٤ سنواتٍ، ولينفخَ كلُّ واحدٍ منها صدره في دارتهِ العامرةِ، ويطلقَ الوعودَ الجديدةَ للمعترين الذينَ انتخبوهُ!
أمَا لهذهِ الدوامةِ المهزلةِ من نهايةٍ؟