تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم يكن غريبا على الفارس الياس ابو صعب ان يتقدّم حيث لم يتقدّم الآخرون وان يبادر حيث اكتفى الآخرون بالكلام وبالاتكال على ما تبقى من دولة وكيان لمواكبة وباء الكورونا في لبنان....
بعد اقل من يومين على تأكّده من شفاء ابنه الغالي الذي يدرس في لندن وأصيب هناك بالكورونا... اقدم الياس ابو صعب بشهامة كبيرة على استئجار المستشفى اللبناني – الكندي في سن الفيل لمدة سنة واكثر، وقدمه مجهزاً بالكامل لكي يُستعمل لإستقبال حالات الكورونا....
ضجّت وسائل الاعلام بالخبر وكُثرٌ قدموا التحية فيما قلّة حاقدة لم ترق لها الفكرة واستعادت بعض كلام " كلن يعني كلّن" وكأن بهؤلاء تناسوا ان الياس ابو صعب جاء الى لبنان من دبي وهو على صداقة مع الشيخ محمد بن راشد اطال الله بعمره، حيث بنى علاقات خليجية وكان له فيها صرحٌ علميٌ وثقافيٌ .
جاء الى لبنان ليعطيه وليس ليأخذ منه.. فقام ابو صعب بخطوة ممتازة وهو لم يعد وزيرا .
فيما كثرٌ ممن هم في السياسة وغيرها اليوم، من الناهبين او المحظيين لم يقدّموا الا القليل القليل مما سرقوه ونهبوه...
***
هذا في بيروت، أما في دولة الامارات العربية المتحدة
فقد دمعت عينا الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي ونائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الاماراتية، حين عرف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ان المقيمين في الامارات انشدوا النشيد الوطني الاماراتي.
شعر سموّه ان المقيمين ردّوا للامارات دولةً وقادةً بعض ما اعطته لهم الامارات.
شَعر بالوفاء والفخر لان المقيمين أشعروه انهم ابناء البلد وكأبناء البلد...
الامارات العربية المتحدة دولة الخير والبركة والكرامة حيث اعلن الشيخ محمد بن زايد انه لن يوفر وسيلة في العالم الا وامّنها وسيؤمّنها لوقاية شعبه واهله وللمقيمين من الكورونا ولعلاجهم احسن علاج.
***
أين نحن من هذه المواكبة الرسمية من حكومتنا ووزرائنا ومن يحكموننا.. يغرق الناس بالجوع وسيستسلمون امام الوباء وهم يتركون منازلهم كل يوم خلافاً لكل التوجيهات لانهم يريدون ان يأكلوا ويعيشوا...
فشعبي يفضل الاصابة بالكورونا على ان يموت جوعاً وفقراً وعوزاً.. هذا ما وصل اليه لبنان بفضل جشعِ وشرهِ ونهبِ من حكموه وبسبب فسادهم وبسبب ضياعِ من يديرون أموره اليوم ...
***
في الامارات توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة،رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع وحاكم دبي اطال الله بعمره ، للمصارف الخاصة لتضخ الاموال للناس وللمؤسسات لتلبية حاجاتهم...
وفي لبنان يُذّل الناس أمام ابواب بعض المصارف التي قررت ان تفتح على هواها وكما تشاء ولتلبي كما تشاء ولمن تشاء حصصا عاللبناني توزّع على الناس كالاعاشات في زمن الحروب...
***
مَن أوصل الناس الى هنا وكيف وصل اللبنانيون في اشهر قليلة الى ما وصلوا اليه ومن يحاسب من وكيف؟ وهل يرى اللبنانيون أشراقة الضوء بعد ليالي العتمة؟
نقلّب أخبار البلد، حفظنا كل اجراءات الوقاية من الكورونا، ونتلهى اليوم بآلية اعادة المغتربين والطلاب وبعض السياح من الخارج ولا نعرف اذا كانت هذه الخطوة صائبة أم لا خصوصا في ضوء تحذير بعض من في القطاع الصحي من عدم قدرة لبنان على التحكَم بمزيد من الاصابات أذا وصلت...
ونحن نقلّب الاخبار... نرى التخبّط الحكومي في كل ما يحدث حولنا.. لم يتغير شيء وكأننا أمام تجارب الماضي التي تعيد نفسها..
خلاف على التعيينات المالية في مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف والاسواق المالية لتنتهي الامور بفرض محاصصات تحت ضغط الابتزاز.
وفي الانتظار ... غموضٌ وعشوائية يلفان الخطة الاقتصادية؟ هل هناك صندوق نقد دولي ام لا؟
هل هناك تفاوضٌ ام لا؟ وهل الأمور تنتظر ضوءاً اخضرَ مِمَن يحلُ ويربطُ في البلد وهو المسؤول عن أدارة كل شاردة وواردة؟
***
لم يعد الناس يتحمّلون ما يعيشون فيه... وقايةٌ، تعقيمٌ، وحدةٌ، جوعٌ، فقرٌ، بطالةٌ، لا كهرباء، لا ماء، لا مال، ذلٌ ما بعده ذل... أقصى أمنيات الناس اليوم ان يهذَبوا بعضهم البعض ويشتموا بعضهم البعض على وسائل التواصل الاجتماعي ،
القلَة كما يُقال "بتولَد النقار" والضجر يولّد المشاكل..
صارَ كل الناسِ مرْضَى: مرْضَى اليأسِ والسأمِ والفقرِ...
اما من يحكُمُونَهم كما يقول ذلك الكاتب الفرنسي الشهير "فهم أيضاً مرْضَى"...