تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
من يتابع حركة الوزراء وهم يضعون الكمامات ويحملون القفازات مجتمعين بشكل شبه يومي في مجلس الوزراء او في لقاءات وزارية يشعر وكأنهم يتخذون كل ثانية قراراً لانقاذ البلد من كورونا الصحة والاقتصاد والمال والسياسة....
في الواقع اكتشف اللبنانيون لما هم متروكون واكتشفوا ان حركة حكومتهم ووزرائهم بلا بركة وكأنهم يدورون حول أنفسهم من دون أي نتائج...
حصّن اللبنانيون أنفسهم وعزلوا عائلاتهم في البيوت متكّلين على ارادتهم وحدهم بالحياة وأيمانهم بالعيش...
***
في بداية الطريق قال لهم وزير الصحة الاستعراضي "لا داعي للهلع" فاذا بالفيروس يفتك باللبنانيين واحداً بعد الآخر واكتشف معه اللبنانيون من جهة عدم خبرة من يدير شؤونهم الصحية ومن جهة ثانية فساد الحكومات السابقة ومن أدار حركات الهبات والتبرعات والقروض للدولة اللبنانية: هل يعقل على سبيل المثال ان هناك هبات وقروضا من مجموعات دولية لدعم مستشفيات حكومية لم تصرف في الماضي لاسباب لها علاقة بالخلاف على تقاسم الجبنة فيها؟
ألم تكن هذه القروض لتحضَر قطاعنا الصحي لحالات مماثلة كالحالة التي نعيشها اليوم؟ هل من يحاسب على هذه الفضائح ومن يحاسب الناس؟
***
اليوم مسألة اخرى تبدو الحكومة عاجزة امامها:
اللبنانيون العالقون في الخارج والذين ينتظرون السماح لهم بالعودة الى لبنان.
صرخ الرئيس نبيه بري في وجه الرئيس دياب واستدعاه لطرح مسألة الاغتراب الذي نطلب منه ان يتبرّع للبنانيين ولكن في الوقت نفسه نمنعه من المجيء الى لبنان ونقفل عليه المطار خوفا من انتقال الفيروس.
بالمنطق قد يكون طرح الحكومة باقفال المطار في محله ولكن هل هناك دولة في العالم تمنع على جالياتها وعلى ابنائها حقّهم بالعودة الى وطنهم..
لم يطلب هؤلاء المستحيل... قالوا اتركوا لنا حرية العودة ونحن حاضرون للحجر فور العودة ولاجراء الاختبارات وللدفع من مالنا الخاص ايجار الطائرات الحاضرة، لذلك وها هي دول العالم كلها تجلي رعاياها من الدول...
لم يستجب رئيس الحكومة لكل هذا المنطق الى ان اشترط رئيس المجلس:
اما اعادة المغتربين واما ان نعلّق مشاركتنا في الحكومة...
***
فجأة اجتمعت الحكومة وبدأت بالسعي الى حل....
عظيم.... ولكن ايضا هل حَسبتْ الحكومة حسابا لعجز القطاع الطبي والاستشفائي في لبنان عن تلبية حاجات جديدة واصابات جديدة لا سمح الله قد تكون الطائرات الآتية من الخارج تحملها معها؟
هل من امكانية لاعادة اكثر من عشرين الف لبناني يريدون العودة الى لبنان؟
وهل مطارات العالم تستقبل الطيران اللبناني وتسمح له بالهبوط لاجلاء الرعايا؟
تضاف الى هذا مسألة اكثر خطورة هي اوضاع اللبننانيين وتحديدا الطلاب منهم غير القادرين على العودة ولا يمكن لاهاليهم ان يحوّلوا لهم اموالا.
حتى الساعة لم تتمكن الحكومة من فرض قرار يجبر رئيس جمعية المصارف على تحويل اموال للطلاب العالقين في الخارج والباحثين عن ثمن رغيف او ايجار غرفة او قسط جامعي...
كلام في الهواء وتمنيات على المصارف فيما عمليا يستغيث اللبنانيون في الخارج بحثا عن مئة دولار.
اما الحكومة فتبحث عبر سفرائها وقناصلها في الخارج عن متموّلين ورجال اعمال مقتدرين يدفعون للبنانيين هناك ثمن مأوى او ثمن" Baguette" خبز.
نهاية هذا الاسبوع يكون للحكومة في الممارسة الفعلية 60 يوما؟
***
حكومة من انجازاتها في الاسبوع الماضي اعلان لبنان دولة متخلفة عن دفع ديونها ومستحقاتها بالعملة الاجنبية... هذا لو حصل في الايام العادية ومن دون وجود كورونا في العالم لكنا بدأنا نرى حجم الدعاوى التي تقام ضد لبنان في نيويورك ولندن وغيرهما للحجز على اصول تابعة للدولة اللبنانية....
- حكومة تدور على نفسها وتعجز عن التوصل الى صيغة واحدة لقانون الكابيتال كونترول مما يجعل وزير المال يسحب مشروعه بعد زجرٍ من رئيس مجلس النواب...
- حكومة تدور على نفسها وتعجز عن تسمية نواب حاكم مصرف لبنان واعضاء جمعية الرقابة على المصارف بعدما انكشف حجم المحاصصة في الاسماء المتداولة بما يذكَر بحكومات وعهود سابقة...
- حكومة تدور على نفسها ولا تقول للمواطنين اين اصبح مرسوم التشكيلات القضائية واين يقف؟ عند مجلس القضاء ام وزيرة العدل ام رئيس الجمهورية؟
- حكومة تدور على نفسها ولا تقول للناس ما مصير الكهرباء وخطط الكهرباء وعلى اي حل سنرسو؟ وماذا لو توقفت اموال الدعم لمؤسسة كهرباء لبنان وهل بالامكان الاستمرار بعتمة شبه نهائية؟
حكومة قالت للبنانيين قريبا نطل عليكم بخطة اقتصادية فاذا بالكورونا تأتي سببا وعذرا تتبجح به الحكومة لكي لا تقول لشعبها انا لا املك خطة لسدّ عجز المالية ولاطعام الناس.
***
الا يجب على الناس ان يخافوا على ما تبقى من حياتهم؟
وباء يتفشى في البلد لكنه يطال ايضا عقول بعض المسؤولين...
هل على الناس ان ينتظروا قدرهم وهم يساقون كل يوم الى الموت بالوباء او الموت جوعا وفقرا؟
وهل يكفي حشد بعض مليارات الليرات لدعم العائلات المحتاجة حتى نقول اننا نعمل؟ بلا منّة منكم ... بل من تبرعات الناس الكرام، لأن خزينة الدولة، يبدو قد بدأ يعيش فيها "وطاويط" فيروس الكورونا.
***
قريبا... كل اللبنانيين سيكونون في الجوع والبطالة والفقر، لعنة الله على كل من سَرق ونهبَ اموال اللبنانيين، وأعان اللهُ الشعب اللبناني البطل، على من حكموه ويحكمونه، وعلى الهمّ الآتي من الايام السوداء...