تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
خاص "الثائر"
للتعرف على بعض المفاهيم والاعتقادات الخاطئة التي نمارسها في التعاطي مع فيروس كورونا ، والطرق الصحيحة للحماية والوقاية منه، ومعرفة المزيد حول الاسلحة الجرثومية، والمواد والوسائل اللازمة للتطهير، التقينا في الثائر الخبير في الوقاية من الأسلحة البيولوجية العقيد المتقاعد الزميل اكرم سريوي وأجرينا معه الحوار التالي :
١- بدايةً هل تعتقد أن كورونا هو سلاح بيولوجي؟
الاسلحة البيولوجية متنوعة، ومن اخطرها طبعاً الفيروسات، والتي مصدرها الأساسي هي الحيوانات، ويتم تطويرها في المختبرات لاستعمالها كسلاح هجومي، وطبعاً الكورونا هو فيروس يأتي من الخفافيش والخنازير ذوات الدم الحار، ويمكن أن يكون جرى تطويره كباقي الفيروسات كسلاح هجومي، لكن من المهم التأكيد أن الأتهامات التي سمعناها لبعض الدول، هي سياسية بالدرجة الاولى، ولم تُقدّم دليلاً قاطعاً. ولو كان لدى احدى الجهات دليلاً ثابتاً، كان بأمكانها اللجؤ الى مجلس الأمن، أو حتى الى المحكمة الدولية، ومقاضاة الدولة التي تعمّدت نشر الفيروس .
٢- كيف تُفسرون هذا الأنتشار السريع لفيروس كورونا؟
كل الفيروسات صغيرة الحجم، وأصغر من البكتيريا بآلاف المرات، ويتراوح حجمها غالباً بين 20 و400 نانو متر، والصغيرة جداً يمكن ان تخرج ولا تعلق بالجهاز التنفسي للأنسان، وكلمة كورونا تعني «التاجي»ويوجد منها سبعة أنواع معروفة حتى اليوم، وقد سبق وانتشر عام 2003 فيروس كورونا سارس، وعام 2012انتشر فيروس كورونا HCoV-MES المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط، وجاء من الأبل، ويجب التمييز بينها وبين الفيروس الجديد Coved-19 .
كانت الأنواع السابقة تنتشر بين البشر دائماً، لكن بشكل بطيء جداً، أمّا فيروس كورونا الجديد فهو سريع العدوى والأنتقال بطبيعته، والأخطر أنه ينتقل خلال فترة الحضانة، أي من شخص لا تظهر عليه عوارض الإصابة، وهو قابل للعيش على الأسطح لمدة 9 أيام، ولكنه سيموت بعدها إذا لم يدخل الى خلية حيّة ويتغذى منها، وهذا مع التأخر في أكتشافه، وضعف الإجراءات الحكومية للدول، والتعاطي معه باستخفاف من قبل المواطنين، سبّب أنتشاره بشكل واسع وسريع. وهذه هي أخطر ميزات الأسلحة البيولوجية، التي لا يمكن اكتشافها إِلَّا بعد ظهور عدة إصابات ووفيات .
٣- هل تقضي الشمس عل فيروس كورونا؟
معظم الفيروسات تموت على حرارة اكثر من 60 درجة مئوية، مما يعني أن حرارة الشمس لا تقتل الفيروس، لكن استعمال المياه الساخنة للغسيل والكوي للثياب قد يقتل الفيروسات العالقة عليها. وعادة تستعمل القوات العسكرية غرف الأفران للتطهير .
٤- هل يمكن السيطرة على فيروس كورونا؟
بكل تأكيد ممكن، لكن هذا يعتمد على دقة وصرامة الأجراءات المتبعة، على صعيد الدولة، وكذلك التعاون الدولي في ذلك .
ان الفيروس ينتقل بالعدوى من شخص مصاب او شيء ملوث الى شخص أخر، ولهذا فأن أول الأجراءات: هو عزل المصابين، وتطهير الأماكن والأشياء الملوثة. وفي الصين مثلاً اضطروا الى تطهير العملة، والشوارع، ووسائل النقل وغيرها، ويجب ملاحظة أن معظم المرضى يتماثلون للشفاء، رغم عدم وجود الدواء المناسب حتى اليوم .
٥- ما هو رأيكم بالأجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية؟ وهل هي كافية؟
إن ما أتخذته الحكومة من تدابير ضرورية مهم، ونتيجته ترتبط بمقدار التزام المواطنين به. فأن فترة 14 يوماً هي المدة القصوى لحضانة الفيروس وظهور أعراض الأصابة، ومع عملية عزل المصابين، والحجر المنزلي، سيكون بإمكان وزارة الصحة تحديد عدد المصابين، ومعرفة الأشخاص الذين اختلطوا بهم، والمشكوك باحتمال انتقال العدوى اليهم، واتخاذ الأجراءات اللازمة للوقاية وللمعالجة .
إن هذه المدة مع إغلاق الحدود، ستكون كافية .
لكن المشكلة الأساسية أن بعض المواطنين، ما زال يتعاطى بعدم مسؤولية مع الوباء، وهذه جريمة بحق الوطن والمواطنين. واذا استمر تفشّي المرض، قد تكون الدولة مجبرة على أعلان حالة الطوارئ ، وربما منع التجول في بعض المناطق .
٦- ما هي افضل مواد التنظيف والتطهير للتخلص من الفيروس؟
تستعمل الجيوش مواد خاصة للتطهير، وهي تختلف عن المنظفات العادية. ويسود اعتقاد خاطئ، أن معقم اليدين والصابون والكحول تقتل الفيروس، والصحيح أنها تقتل بعض الميكروبات والبكتيريا فقط. أمّا الفيروسات فيتم التخلص منها بغسل العتاد والثياب، وفي غرف التعقيم والأفران الخاصة لذلك. إن مواد التنظيف تُسمى مركبات ذات الذيل، وهي عبارة عن سلسلة طويلة من ذرات الكربون المتصلة بالهيدروجين، عادة تفوق 11 ذرة وعندما تشمل المادة مثلا سلسلة C11H22 - أو اكثر، تكون فعّالة لأزالة التلوث، الذي يعلق بذيلها وتجرفه مع الماء المتدفق.
بمعنى آخر يجب أن تتم عملية التطهير في منطقة محددة، لكن هذه المنطقة تبقى موبوءة، وتبقى الفيروسات في المواد المستعملة للغسل، ولهذا يجب الأنتباه ان استعمال المطهر وغسل اليدين والأسطح، هو عملية إزالة للفيروس عنها وليس عملية قتل للفيروس، الذي يبقى حياً مع الأوساخ، والتي يجب التخلص منها .
٧- هل الكمامة كافية للوقاية من الفيروس؟
يجب دائماً مراعاة مبدأ ترشيد أستعمال الأدوات والمواد، وعدم الإسراف في ذلك، ولا حاجة الى الكمامة، إِلَّا إذا كنّا نتعاطى مع شخص أو شيء يُحتمل أن يكون مصاباً. وعند التعامل مع المصابين، بالطبع لا تكون الكمامة كافية، فالفيروس يمكن أن ينتقل ويلتصق بأي جزء من الجسم او الثياب، ويبقى حياً، ثم ينتقل إلينا عبر ملامستنا له دون انتباه .
لذلك في هذه الحالة، يجب ارتداء ملابس خاصة، على كامل الجسم. وعند الخروج من مكان العزل المخصص للمصابين، يجب المرور في حجرة التطهير، ثم نزع الثياب والدخول الى غرفة الأستحمام، وبعدها نخرج ونرتدي ثياب نظيفة .
في حال عدم إتباع هذه الأجراءات، قد يتسبب المسعفون والأطباء أحياناً، بنشر العدوى .
٨- هل هناك من إجراءات خاصة يجب على المواطنين اتباعها في المنزل لمنع العدوى؟
في كثير من الأحيان، إن حالة الهلع الجماعي، تُسبب حوادث وفاة، أكثر من الوباء، وهذا ما يحدث أثناء الزلازل والكوارث الطبيعية، وحدث ذلك ايضاً عندما قصف العراق اسرائيل بالصواريخ، واعتقد الأسرائيليون انها مواد كيميائية، فمات الكثيرون منهم بحوادث السير، والسكتات القلبية .
إن الفيروس (هو من نوع الأيروسول ويسقط بشكل فوري الى الأرض ولا ينتقل بالهواء الى مسافات بعيدة إِلَّا في حال وجود رياح بسرعة تفوق 10 كلم /س)، وطرق انتقاله أصبحت معروفة للجميع، ولا حاجة الآن سوى الى التزام توجيهات وزارة الصحة، بالحجر الصحي، وتخفيف الخروج من المنزل قدر الأمكان. وإن الحفاظ على النظافة أمر جيد، ويقينا من عدوى الأمراض الأخرى، ايضاً، والتي قد تكون أسوأ من الكورونا .
٩- ماذا عن شراء الحاجات المنزلية وهل تُشكّل خطراً؟
إن حالات الإصابة في لبنان ما زالت محدودة، وهناك مناطق عديدة لم تُسجّل فيها إصابات، لكن يبقى احتمال وجود فيروس على بعض الأشياء التي نقوم بشرائها او لمسها وارداً، لذا يجب الأنتباه، ويُفضَّل في هذه الفترة، استعمال القفازات خارج المنزل، والتخلص منها بطريقة صحيحة عند العودة، وكذلك تنظيف الأشياء قبل ادخالها الى المنزل .
١٠- هل من نصيحة أخيرة؟
نعم أتمنى على الجميع الالتزام بفترة الحجر الذاتي، والتوجيهات التي اصدرتها السلطات اللبنانية، وهذا سوف يساعد على الحد من انتشار الوباء، ويمكّن لبنان من السيطرة عليه. واعتقد أننا إذا نجحنا في ذلك، سوف تعود الحركة والحياة تدريجياً الى طبيعتها، وقد سبق وتجاوز العالم كوارث عديدة، كانت أخطر بكثير من الكورونا، وكانت وسائل دفاعهم أقل بكثير من وسائلنا وأمكاناتنا اليوم .