تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
أما نحن في خمسةٍ: مالي.. مصرفي.. اقتصادي.. ومعيشي.. وصحي...
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
من 20 شباط، تاريخ أول إصابة بفيروس كورونا في لبنان، إلى 15 آذار، تاريخ إعلان حالة الطوارئ الصحيّة لمدة 15 يومًا.... "أخذت مع الدولة 24 يومًا لتقرر ما يجب ان تتخذه من إجراءات" .
وفي وقتٍ كانت فيه الدولة مترددة، كانت إحدى شركات الأدوية العملاقة تُعلِن انها توصلت إلى لقاح مضاد للكورونا .
نعم إنها شركة Roche السويسرية العملاقة التي أعلنت التوصل إلى اللقاح، وجاء هذا الإعلان رسميًا في لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورؤساء مجالس إدارات شركات الأدوية في العالم .
فتحنا هذين المزدوجين فقط لنقول: أين نحن؟ وأين العالم؟
طبعًا سيُقال: "الوقت ليس وقت عتاب ومعاتبة: الفيروس بيننا، ولننظر أولًا كيف سننتهي منه، وبعد ذلك لكل حادث حديث" .
بدايةً، نحن لا نعرف كيف سننتهي منه، بل نحن مجرد قراء وسامعين ومشاهدين لنرى كيف العالم سيتمكن من البدء بمعالجته، من أجل ان نحذو حذوه.
***
نحن ما زلنا في طور الإجراءات البدائية: طوارئ وإقفال على شاكلة: إغلاق المنافذ البريّة والبحريّة خلال أيام، إلا للحالات الضروريّة. كما الطلب من الشركات والمؤسَّسات الخاصّة التوقُّف عن العمل بإستثناء تلك التي تؤدّي وظائف حيوية .
ولكن ماذا عن الذين سيجلسون في منازلهم عند إعلان حالة الطوارئ الصحية؟
وبصورة أوضح: مع إعلان حالة الطوارئ، هل من خطة انقاذية للعائلات الفقيرة وللمواطنين الذين لا قدرة لهم على توقيف العمل؟
أين لبنان من كندا التي قال رئيس وزرائها "جاستن ترودو" مخاطبًا الكنديين :
"يجب ألا يقلق أحدٌ بشأن دفع الإيجار أو شراء الخضار أو رعاية الاطفال، سنساعد الكنديين ماليًا" ويتابع: "إننا في وضعٍ نُحسَد عليه بسبب وجود قوة مالية كبيرة لدعم الكنديين".
مسكين اللبناني، فإذا خرج مسؤولون لبنانيون ليخاطبوا شعبهم، على غرار ما فعل رئيس الوزراء الكندي، فماذا يمكن ان يقولوا له :
هل يقولون: سُرِقَت أموالكم ولا إمكانية لإستردادها؟
هل يقولون لهم: ستتم قوننة "الكابيتال كونترول" لتشحذوا أموالكم شحاذة؟
هل يقولون لهم: لازِموا منازلكم والرزق على الله وليس على الدولة؟
حجرٌ صحي وحجرٌ مالي وحجرٌ مصرفي وحجرٌ اقتصادي وحجرٌ معيشي. وبعد؟
هل على اللبناني ان يتصرف وكأنه لا يعيش في دولة؟ وكأن لا دولة ترعاه؟
الحقيقة هي هكذا، والواقع هو هكذا .
فسواء بإعلان حالة طوارئ وكيف التعاطي معها أو لا إعلان حالة طوارئ، الأمرُ سيَّان، فالبلد في حالة طوارئ منذ 30 عاماً.