| تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا حديث في البلد سوى الكورونا... الناس الخائفة صارت أولويتها حياتها وسلامتها بعد ان كان الأمر لشهرين الى الوراء كيفية الحصول على الدولار وصفوف الذلّ في المصارف انتظاراً لشفقة موظف أو مديرة عليك لاعطائك "حقك"...
اليوم فصل جديد من فصول سيناريو الموت البطيء في لبنان. في دولة عاجزة مشلولة ضعيفة هشّة ومفلسة يريدوننا ان نبقى في بيوتنا ننتظر الموت الآتي حتماً لأن هناك سلطة لم تنتبه كيف تحمينا لا بل قالت لنا "لا داعي للهلع" وهي كانت تستمر بالسماح لجميع الطائرات دون إستثناء بالهبوط في مطار بيروت الدولي.
***
وانتشر المرض الذي تحوّل وباء وبشرنا وزير الصحة انه صار من الصعب احتواء الفيروس؟ كل هذا يجري والدولة مفلسة، لا تجد فيها كمامة ويتنقل وزير الخارجية ناصيف حتي الى مطار بيروت لإستقبال معونات طبية فرنسية تساعدنا في مرحلة الأزمة.
معونات ومعدات طبية لأنهم سرقوا أموالاً كانت مخصصة للمستشفيات والتجهيزات على مدى سنوات وتحاصصوا فيها طائفياً ومذهبياً وسياسياً ومناطقياً....؟
كيف أضعنا مليارات الدولارات وزادت ديوننا ونحن ليس لدينا مستشفى حكومي واحد حاضر لأزمة؟ لزلزال؟ لوباء؟ لحرب؟ بالأمس القريب، ويمكن العودة للأرشيف، كنا نتابع أخبار الفضائح في مستشفى رفيق الحريري الجامعي حول تجهيزاته وعجزه وطاقمه الطبي وبعض الأدوية المزورة فيه. فكيف بإمكانه اليوم تحمّل كل هذا العبء؟
***
اننا لا نشكك بقدرة المستشفى حالياً وأعان الله مديره وطاقمه الطبي والتمريضي والفني على هذا الحمل الثقيل ولكن للتذكير بما آلت اليه مستشفياتنا التي كنا نقول انها "مصح" الشرق الأوسط فتحولنا للأسف وبفضل الأزمات المتلاحقة والفساد المستشري والأزمة النقدية الأخيرة دكاكين طبية تبحث من هنا عن معدات ومن هناك عن معونات تطالب بالإعلام من يمدها بالعون لا سيما عندما نعلم ان القدرة على استيراد المعدات الطبية اليوم تراجعت الى 5% بفضل اجراءات مصرف لبنان نعم... على سبيل المثال 80% من أجهزة التنفس الإصطناعي في المستشفيات لا تعمل ومرضى الكورونا في حالاتهم الحرجة بحاجة الى تنفس إصطناعي
وفي مستشفى الحريري ليس هناك أكثر من 14 جهاز تنفس اصطناعي؟
ماذا لو إزدادت الحالات الحرجة والترجيحات تقول اننا خلال عشرة أيام ذاهبون الى أكثر من 400 حالة مصابة!
ماذا يحل بنا؟
من أوصلنا الى هنا؟
ومن المسؤول عن اختناقنا بالكورونا وبالتلوث وبالسموم وبالقهر وبالذلّ وبالجوع؟
***
ثمة من يتحدث عن الخيارات التي جعلت البلاد لا تقطع علاقاتها مع أحد ولا توقف الرحلات مع أي بلد وهذا إذا كان صحيحاً فهو كارثي، لأنه أدخل البلاد في الموت ويجب محاسبة وإقالة كل مسؤول لم يتجرأ منذ البداية على وقف مسلسل الموت البطيء وثمة من يتحدث عن استهتار وعدم خبرة من كل من يقود البلاد اليوم وهذا أيضاً كارثي لأنه يأخذنا الى الهلاك..
***
في كل الأحوال. المصائب تنزل على اللبناني الواحدة تلو الأخرى، وكأنه لا يكفيه حجم المصاريف الإضافية التي كبّلته نتيجة إنهيار العملة الوطنية حتى جاءت مصاريف الكورونا لتزيد الأعباء أعباء إضافية.
كيف يمكن للبناني ان يتحمّل بعد؟
إنهيار إقتصادي؟ بطالة، إقفال مؤسسات، ذلّ في المصارف، شحّ في السيولة؟ تلوث، غياب الخدمات الأساسية، دولة غير موجودة، منطق واحد يتحكم بمفاصل النظام، إنتظار مميت لخطة انقاذ لن تأتي، إضاعة وقت قبل حسم خيار الدولة في عدم دفع مستحقاتها للخارج مما يأخذنا الى إعلان لبنان دولة مفلسة قريباً..
***
قرارات همايونية تخرج الى الناس من دون رؤية ولا خبرة وكلها بصيغة الــ "يجب" و"علينا" و"س"، وقد تعب اللبنانيون وقرفوا، انهم يختنقون، وانتم تزيدون على فصول الموت البطيء سموماً أتت من هدركم وفسادكم ولم يعد باستطاعتكم ان تعملوا شيئاً...
والأسوأ ان بوادر الإصلاح قطعتم عليها الطريق ألا وهي التشكيلات القضائية المستقلة فإذا بكم ترفضونها على يد وزيرة العدل التي إدعت أنها إبنة الثورة فإذا بها تظهر وكأنها وزيرة البلاط...
خافوا الله... عندما يموت اللبناني في سيناريو قتله البطيء سيكون سعيداً لأنه لن يلتقي بالمجرمين الفاسدين الذين قتلوه ألف مرة في حياته.. هناك سيرتاح منهم...
