تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هل تعرفون، يا حضرات السلطة السياسية والطبقة السياسية، ان شعبكم يعيش من "قلَّة الموت"؟
لا المعنويات تنفع، ولا التطمينات تعوِّض الجوع، الشعب في ذهول لِما وصل إليه، أو بشكل أدق لِما أوصلتموه إليه ، إلاّ لمن هرب أمواله الى الخارج حتى قبل ثورة 17 تشرين الأول لأنهم من الطبقة السياسية ويتكلمون اليوم بالعفة.
اليوم البلد مقسوم بين سلطة تدير الآذان الصماء، وبين شعب يئن ويصرخ ولكن ما مَن يجيب .
الشعب يصرخ بكلمة واحدة: أين أموالنا؟
هل هي تبخرت؟
هل هي سُرِقَت؟
هل هي محتجزة؟ هل هي مهرَّبة مع الأموال التي هُرِّبت؟
بربكم، هل يُعقَل أنه منذ السابع عشر من تشرين الأول من العام الفائت، ليس هناك أحدٌ في هذه السلطة قادر على إعطاء جواب للشعب عن هذه التساؤلات؟
هذا بلدٌ ليس فيه سرّ، فكيف تستطيع سلطة سياسية ونقدية أن تحفظ السرّ عن الشعب طوال هذه المدة؟
الجواب الوحيد هو ان هذه السلطة تُخفي شيئًا، فما هو هذا الشيء .
***
الآمال، كل الآمال، معقودة على السلطة القضائية التي نكنُّ لها كل احترام وتقدير، والتي يُفترض فيها أن تكشف الخيط الأسود من الخيط الأبيض في هذه الكارثة الكبيرة وهل يا ترى ستظهر فاسداً واحداً أو مهرباً لأمواله غير الشرعية؟
الكارثة الأكبر هي ان هذا الشعب الذي استفاق ليكتشف ان جنى عمره راح، يجد نفسه عاجزًا عن إعادة تأسيس نفسه "من أول وجديد" كما يُقال في العامية .
الإنسان العادي يصل إلى منتصف الستين ليودِّع العمل ويذهب إلى التقاعد وتكون له، أو هكذا يفترض، حياة هانئة يتمتع فيها بتعويض نهاية الخدمة أو بمعاش التقاعد.
هكذا يكون الإنسان العادي، "الإنسان اللبناني" جعلته دولته إنسانًا غير عادي، فحين يصل إلى منتصف الستين لينتقل إلى حياة التقاعد، يجد نفسه فجأة مرغمًا على البدء بالعمل وكأنه "إبن عشرين" لأن جنى عمره ضاع، والطامة الكبرى انه حين يحاول ان يبدأ "من أول وجديد" فإنه لا يجد عملًا !
هذه هي الدوامة التي لا يشعر بها أي من الطبقة الفاسدة السابقة وفعلاً حرام وضع اللوم على د. حسان دياب إذ خطأه الوحيد ونكرر قبول برئيس حكومة لإدارة التفليسة.
هذه هي المأساة التي تلاحق شعبنا :
مَن هم في جيل الشباب لا يجدون عملًا .
مَن هُم في سن التقاعد لا يجدون أموالهم في البنوك
فما العمل؟
لا أحد يملك الجواب، ولا أحد يملك عصا سحرية
الطبقة السياسية متواطئة ومتخاذلة، وليس هناك بلدٌ في العالم على هذه الشاكلة وهذا الشكل .
فمعظم دول العالم مرت في حروب : منها حروب شاملة كالحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية ، ومنها حروب إقليمية وحروب ثنائية، جميع دول الحرب خرجت من حروبها لكنها تعافت بعد ذلك لأنها بدأت:
"إعادة الإعمار" من خلال "إعادة الإعتبار" لدولة القانون بحيث يكون الجميع تحت سقف القانون وكل الشعب تحت سقف القانون إلاّ الطبقة السياسية الفاسدة، فساد فيروس الكورونا، هذا الأخير نُشفى منه أما الآخرون فلا شفاء منهم على أقله من الطبقة الفاسدة السابقة التي نخرتنا هدراً وطعناً بقلوبنا من فسادها.
في لبنان تقدمت "إعادة الإعمار" على "إعادة الإعتبار" لبناء الدولة، دولة القانون وليس دولة المحسوبيات والرشاوى والهدر والفساد وصولًا إلى أموال الناس .
تريدون حلًا؟
أعيدوا الإعتبار لدولة القانون. طبقوا القانون إذا أمكنكم المحاسبة الجديّة وإلا فالكارثة واقعة على الأجيال القادمة.
وسِّعوا السجون فالمرتكبون كثر ولكن مَن يجرؤ على توقيفهم؟
هنا الافلاس بعينه.