تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
من يجر البلاد ويحاول أن يلقي بها في أتون النار؟ وكم من مصائب مرت على لبنان؟ وكم عانى هذا الشعب وزر وآثام سياسييه وارتكاباتهم؟ وكم سيواجه تبعات تعنتهم وهم يغالبون الوقت ليحافظوا على مكتسبات وامتيازات؟ وكم سينتظر ليبني وطنا يشبه أحلامه لا المتزلفين من حراس الهيكل وكتبة التقارير؟ وكم على اللبناني أن يتحمل ويصبرَ ليلاقي يوما أحلاما تزهر في وطن لا في وجر ذئاب؟
كم وكم وكم، فيما السلطة تراهن على الوقت لتنفد من عنق الزجاجة، غير آبهة بما يهدد لبنان من مخاطر تتخطى الاقتصاد المتهاوي والعملة المهتزة إلى لعنة الحرب، خصوصا وأن ما نشهده اليوم من اصطفاف سياسي سيفضي حتما إلى حدوث قلاقل ومواجهات، وهذا مطلب السلطة أولا وآخرا، وهي تلهث كي يتلهى الناس بعيدا منها، تفرقُ كي تسودَ وتبقى ولو على بحر دماء، سلطة تعطي الناس من طرف اللسان حلاوة بعد أن بادر بعض سياسييها إلى رفع السرية المصرفية عن حساباتهم، وأخفوا ثرواتهم في بنوك بعيدة وتحت أسماء وهمية وأرقام مرمزة، ويطالعوننا بأن رصيدهم محبة الناس، وهم في عالم آخر ليس ثمة فيهم من استوعب هذا القدر الكبير وغير المسبوق من شتائم أجمل ما فيها أنها وحدت اللبنانيين من الشمال إلى الجنوب ومن بيروت إلى الجبل والبقاع.
نعم، كم مرَّ من ويلات على هذا "اللبنان" الحديث، وكم اشتعلت حروب ودُمر بنيان وتهاوى أمل، وما أشبه اليوم بالأمس، مع فارق وحيد يتمثل في أن ثمة كثيرين يمعنون في تجهيل المسؤول ويلصقون التهم بالناس، أولئك الذين انتفضوا لكرامتهم، لصحة غائبة، لبيئة مدمرة، لاقتصاد يتداعى ولفوضى استحكمت وغدت جزءا من منظومة الفساد وشلة وسط شلة الفاسدين إياهم، وثمة من يجاهر بالعفة والعفاف ونظافة الطف، فطوبى لمن لم تتلوث يداه بمفاسد السلطة.
تتوارد الأسئلة وتتراكم، وتطل اليوم حاملة هواجس جميع اللبنانيين وأحلامهم الضائعة، ولا من يملك جوابا واحدا حيال كل هذا العبث بأمنهم وسلامهم ومستقبلهم، فما تأكد أن السلطة في شبه غيبوبة، تنتظر أن يتعب ناسها ويعودوا إلى خيبات جديدة، مطمئنين بألا أمل في إحداث أي تغيير، ليظل الفساد عامرا بالخراب.
أما من يريد تسييس حراك الناس وتوظيف وجعهم في بورصة مصالحه، فهو كمن يتعامى عن مصائب حلت بالبلد من سوء إدارة وفلتان وفوضى، أما كل هذا الصراخ الذي ملأ الساحات فلم يحرك ضمائر من سلبوا وأهدروا المال العام، والكل راض مطمئن طالما أن ليس ثمة فاسد قدم إلى العدالة، ويحدثونك عن مؤامرة!