تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- اكرم كمال سريوي
أن يكون في لبنان، دولة تحترم حقوق المواطن، وتؤمن له مقومات العيش الكريم، وان تكون الكفاءة أساساً للتوظيف، وليس المحسوبيات والاستزلام، وان يكون هناك قانون انتخاب عادل، يسمح بتمثيل حقيقي للشعب، خارج منطق المذهبية والتبعية. وأن يكون هناك فصل حقيقي للسلطات، خاصة بين النيابة والوزارة. وان يكون هناك قوانين عصرية، تُطبّق على الجميع. وان تبسط الدولة سلطتها، على كامل أراضيها. وان يكون هناك قضاء نزيه مستقل، وغير مسيس. وأن يكون الحاكم نزيهاً، وخادماً للشعب، وليس سمساراً يتاجر بأموال وأملاك الدولة. وان نحافظ على الدستور، ونلتزم تطبيقه. وبالمختصر، أن نبني دولةً علمانية، يتساوى فيها المواطنون، ويسودها العدل والرخاء، ويعمل حكامها لخير ومصلحة شعبهم، وليس لمصلحة انظمة وشعوب، ومشاريع دُولٍ أُخرى. إنّ هذا كله يا سادة، حقٌ للشعب اللبناني، وليست أحلاماً، او مِنّة حاكم .
لا يريد الشعب الغاء اي فئة او حزب او جماعة، ولا يريد الشعب فرض ديكتاتورية قمعية. وهذا الحراك الذي ترونه اليوم، هو انتفاضة وعي وطني، هدفها الاول حماية لبنان، وانقاذه من براثن الفاسدين، الذين نهبوا المال العام، وما زالوا يحاولون جني الملايين، بصفقاتهم وسمسراتهم الدنيئه. ان هدف هذه الثورة، إسقاط منظومة الفساد، وإسقاط النظام الطائفي، الذي تتلطى خلفه جماع الللصوص هذه .
على مدى اكثر من خمسة وسبعين عاماً، لم يستطع هذا النظام الطائفي في لبنان، أن يبني دولةً تُحقق آمال الشعب. بل ولّد أزمة تلوى أزمة، وحرباً تلوى حرب، فكم يحتاج البعض بعد ليقتنع بعقم هذا النظام ؟. والاهم من ذلك، لماذا من دعا ويدعوا الى مكافحة الفساد، والإصلاح وبناء والدولة العلمانية، من جميع الأحزاب السياسية في لبنان، لماذا انتم الآن تحاولون اجهاض هذه الثورة، وتقفون مهددين الشعب بالويل والثبور وعظائم الامور، وإنزال أنصاركم الى الشارع، لمواجهة الشعب الغاضب، وتحاولون إلصاق تُهم العمالة والمؤمرة وما الى ذلك بهذه الثورة .
اليست مطالب هذا السيل الشعبي، في كل الساحات محقة؟ أوليست أهدافه، هي ما نادت به معظم الكتل النيابية في البرلمان، خلال مناقشة الموازنة منذ اشهر قليلة؟ لماذا الآن تتنكرون لهذه المطالب، وتحاولون الحفاظ على منظومة الفساد، وحماية الفاسدين؟ لماذا المماطلة والى متى؟ لماذا ترفضون تعديل الحكومة؟ لماذ الإصرار على حماية بعض رموز الفساد الذين سحب الشعب ثقته بهم؟ اوليس الشعب مصدر كُل السلطات؟ لماذا هذه المكابرة والى متى؟ لن يتمكن احدٌ من اعادة عجلة التاريخ الى الوراء، ولن تعود ثقة الشعب بمن تعرّوا، وظهر فسادهم. واذا كان لديكم الشجاعة الكافية، فاذهبوا الى الانتخابات، على أساس قانون عادل، ولتحكم النتائج في صناديق الأقتراع، وعندها لا حجة لظالم .
إنّ مطالب الشعب مُحقّة، ولا بُدَّ للحق أن ينتصر. وسيتمكن شعب لبنان الزاخر بالكفاءات والمفكرين، من ان يبني دولة، تكون منارة للحرية، ومثالاً متقدماً في هذا الشرق. ولذا فأن الجميع مطالبٌ بالسير مع القافلة، قبل ان يجرفهم نهر الشعب الهادر، فالمسيرة انطلقت، ولن يستطيع احدٌ الأختباء خلف شعارات واهية، ووعود كاذبة، فالتاريخ لن يرحم المنافقين، ومن يُتاجر بشعبه، لا يستحق الإكرام والتقدير، وسيُسقطه الشعب يوماً، مهما طال الزمن، ولن يكون للفاسدين من معين .