تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يوم كان مفتولو "العضلات السياسية" يتبخترون نافخي الصدور وهم يقتسمون "كعكة" الحكومة، ويوم ظلوا سبعة أشهر يساومون كسبا لمقعد وزاري، لم يدر في خلد أحد منهم أن ثمة كارثة على الأبواب، وكانوا يغلبون منطق "القوة" في بلد لا يحكم إلا بالتوافق، وكانت النتيجة حكومة "ما هب ودب"، ولم يراع أحد يومها أن لبنان في دائرة الخطر، وأن المطلوب في تلك اللحظة "السائبة" رجال من ذوي الخبرة والاختصاص بعيدا من تقاسم طائفي ومذهبي ومناطقي، وكنا أحوج ما نكون إلى حكومة تكنوقراط تنأى عن مصالح جميع الفرقاء، لكن الكل أجمع على تبني الاستئثار ولو على خراب البلد.
حكومة "ما هب ودب" أثبتت عجزها وفشلت في أداء مهامها ولو بنذر يسير من إنجازات تمنع عن اللبنانيين ما هم عليه اليوم من أوضاع مأساوية بدأت تستهدف رغيف خبزهم وتطاول دواءهم ومدرستهم ولقمة عيشهم، وما بهكذا حكومة يمكن للبنان أن يخرج من عنق الزجاجة، بدليل جملة الفضائح التي تكشفت منذ ولادتها العتيدة إلى اليوم، ولا نعرف ما يخبئه الغد، لكن إلى الآن ليس ثمة ما يبشر بفرج قريب، فالأوضاع من سيء إلى أسوأ، وبشهادة رسمية مذيلة بتواقيع أولي الأمر، خصوصا عند تلاقيهم على أننا نمر بـ "ظروف صعبة"، دون تقديم الترياق المطلوب، فيما يتأكد أن كعكة "الحصحصة" يسيل حولها لعاب اللاهثين لبيع بعض مرافق القطاع العام!
حكومة "ما هب ودب" لن تكون بقادرة على استعادة لبنان من أزماته، وساعة نتحدث عن الحكومة لا نقصد رئيسها بل آلية تشكيلها، وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه، أي دون تحقيق خطوات تُـحدثُ صدمة إيجابية اقتصاديا وماليا، فمآل الحكومة السقوط، وهذا الأمر يبقى مسألة وقت، خصوصا وأن الأزمات تتفاقم من رغيف الخبز حيث أعلنت الأفران عن تنفيذ إضراب يوم الإثنين المقبل لمواجهة واقع الحال، ذلك أنها تبيع بالعملة اللبنانية وتسدد سعر الطحين بالدولار، ولا تستطيع تأمين الدولار، ومن ثم لا يزال لبنان قابعا في دوامة الأزمات وهي تشتد وتتوسع، من المحروقات إلى الدواء إلى القمح، فضلا عما هو عالق من فضائح وكوارث، من النفايات إلى الكهرباء وصولا إلى الأزمة الاقتصادية بسائر تجلياتها.
وسط هذه الأجواء الضاغطة يمكن قراءة الزيارة المفاجئة لرئيس مجلس النواب نبيه بري لقصر بعبدا، وكان أكثر المسؤولين وضوحا وجرأة حين أكد أنه إذا تأخرت الحلول عن الأسبوع المقبل، سندعو لجنة الطوارئ الى الإجتماع، وهي اللجنة التي تشكلت في الثاني من أيلول (سبتمبر).
كل ذلك يفضي إلى أن حكومة ما "هب ودب" أعجز من أن تواجه المآل الصعب والخطِر، وهي الآن تهتز، إما تسقط، وإما تنهض، ولكن بمعجزة!