تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
هل لنا أن نثق بقدرة الدولة على مواجهة الأخطار المحدقة، من السياسة إلى الأمن إلى تعزيز وتطوير القطاعات العامة؟ وهل يتمكن لبنان من تجاوز "القطوع" الاقتصادي الماثل الآن؟ وهل تكفي التمنيات وحدها؟ وكيف يمكن أن تتضامن السلطة بسائر مكوناتها لجبهِ هذه الأخطار فيما ليس ثمة تصورات مشتركة بينها؟
بالإستناد إلى ما واجه لبنان من عثرات ماضيا وراهنا، من الطبيعي أن يتراجع منسوب التفاؤل، إذ ليس ثمة ما يمكن أن يعول عليه، خصوصا وأن كل فريق ما زال "يغني على ليلاه"، والمؤسف أنه إلى الآن "لم تجمعنا المصيبة"، فإلى متى ننتظر فيما يتداعى الهيكل ويترنح وهو آيل للسقوط في أية لحظة.
نريد أن نتفاءل، لكن الأسئلة تتراصف وتتواتر، وليس ثمة من يملك إجابة واحدة شافية، ولا نزال أسرى الفساد واستباحة المؤسسات ولا من يجروء على المجاهرة بأسماء الفاسدين، ولم تتمكن السلطة إلى اليوم من محاسبة فاسد واحد، ولا نتحدث عن تسطير محضر ضبط بحق مخالف لقانون السير، وإنما عن مخالفة قوانين متصلة بهيبة وحضور وموقع الدولة، ومن هنا نسأل كيف يمكن أن نسلك مسار الشفافية في كل الأمور فيما التحاصص لما يزل سمة غالبة ونهجا راسخا محكوما بتوازنات الطوائف والمذاهب ومراكز القوى في السلطة التي غالبا ما تقصي الأكفاء؟ علما أن الإستثناءات قليلة في هذا المجال، بينما لا نجد ما يمكن أن يبدد الهواجس ويقصي الخوف من حاضر وغد.
لا نثبط الهمم، ولا نعلن إفلاس لبنان سياسيا، فالمجال لما يزل متاحا للمواجهة، لكن أي حدث عابر يمكن أن يقوض التفاهمات ويعطل البلد، لا سيما وأن لدينا تجارب غير مشجعة ولا تشي بالخير، وفي الوقت عينه لا نعلم كيف يمكن أن تتطور الدولة وتمحو عنها سمة الفشل؟ وتاليا من يحاسب الطبقة السياسية الحاكمة على ما أهدرت من وقت وأضاعت من فرص؟ ومن ثم ألا نواجه تبعات ممارسات أفضت إلى ما نحن عليه اليوم؟ ألم تخسر الدولة وخسرنا معها سبعة أشهر مماطلة من أجل تشكيل الحكومة؟ وألم تستشرف السلطة السياسية مجتمعة أن الاقتصاد في خطر قبل أن نجد أنفسنا اليوم محاصرين باستحقاقات خطيرة؟
هي أسئلة تطفو على سطح المشهد السياسي اليوم، وتنتظر إجابات أبعد بكثير من إقرار موازنة وتعيينات وإصدار قوانين، وإلى الآن لم "تجمعنا المصيبة" ولا من يعلم كيف نتخطى عثراتنا ولبنان على أعتاب أزمة اقتصادية ومالية؟!