تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
نُصدم من آن لآخر من أخبار أهل الفن، وبينها ما أوردته قبل أيام وسائل إعلام محلية ودولية عن أن فنانا لبنانيا "نزلو بنات أذنيه" وارتفعت حرارته فوق الـ 38 درجة و"شحطة"، ما أدى إلى حدوث خدوش في حباله الصوتية العليا، ما استدعى نقله إلى منتجع صحي يتميز بهوائه "الناشف".
هكذا دائما ننتقل من صدمة إلى أخرى، ومنها أن المطرب (خ. د) المعروف بـ "أمير الأحاسيس الداخلية" أعلن في بقرار تاريخي التحول من الغناء الكلاسيكي إلى "الراب" و"الهيب هوب"، ما أصاب المعجبين بالدهشة فيما سجلت بعض حالات الإغماء بين من تخطوا سن المراهقة.
في واقعنا اللبناني يصبح أي كلام حول مَا يطلق عليه من قبيل الخطأ "فنا" مثار تساؤل واستهجان، لنخلص إلى حقيقة واضحة بأن ليس كل من أنعم الله عليه بصوت جميل هو فنان، وهذه إشكالية نواجهها اليوم مع فناني وفنانات "البوتوكس" وهم يحاكون غرائز المرء لا عالمه الداخلي، وهذا لا يعني أن ليس ثمة من ارتقوا إلى مرتبة الفن، لكنهم قلة قليلة، ولم نشهد منذ رعيل المطربين الأوائل من أكد حضوره الفني "بالصوت" والقدرة على الإبداع بعيدا من تقنية الأداء.
بات الفن تجارة تتحكم به مافيات، ولذا نتأكد كيف كثر المغنون وقل الفنانون، خصوصا وأن ما بات يهم السامع رؤية البض من الأجساد، الإثارة، أما الأحاسيس ففي خبر كان، وهنا لا نتحدث بالضرورة عن "فلان" أو "علان"، وإنما عن اتجاه عام، ولسنا ضد التغيير وتطوير الفن على إيقاع متغير في حياتنا، بمعنى أن الأغنية الطربية ما عادت تستهوي جمهور الهواتف الذكية، في المقابل لم نشهد محاولات يمكن أن تؤسس لحالة فنية جديدة.
وحدها فيروز في تجربتها مع زياد الرحباني إرتقت بنا إلى عوالم فنية حقيقية، باستثناء أغنية من هنا أو أخرى من هناك لفنانين مروا ولن يتركوا بصمة بأكثر من أغنية أو اثنتين أو ثلاث، وما نتحدث عنه في موضوع الإيقاع الفني الحديث، يمثل إطارا إبداعيا يحاكي الراهن والمتغير، لكن ليس بالضرورة أن يكون تغريبيا إلى حد التقليد.
لا نتحدث عن أغنيات وإنما عن تجربة فنية، فالأغنيات وحدها لا تصنع فنانين، ولا الألقاب كذلك، ومع كل الاحترام لفناني الغفلة في هذا الزمن غير الجميل، لا بد من إشارة أخيرة، إن فناني "الميديا" على طريقة "روتانا" حاضنة "الفن"، ووسط عشوائية الفضائيات قضوا على الفن بتجلياته الأسمى.