تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ما إن نتوسم خيرا بهدوء يسود محاور السياسة حتى "تشتعل" نارها من جديد، وكأن ما نعيشه في هذه اللحظة ليس انتهاء "حرب" وإنما أقرب ما يكون إلى هدوء نسبي تخرقه "رشقات" كلامية من آن لآخر، و"قذائف" غير فراغية تطلق عشوائيا في معظم الأحيان، أي دون "إحداثيات" دقيقة وواضحة تلحظ "طوبوغرافية" التموضع السياسي، ونقصد هنا "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، خصوصا وأننا غدونا مقتنعين بأن "اللي بغير عادتو بتقل سعادتو"، وهكذا دواليك من "حرب الإلغاء" إلى "حروب الإقصاء" المتوالية ونحن نعيش بعض فصولها منذ "تفاهم معراب" إلى اليوم.
ليعذرنا "القواتيون" و"البرتقاليون"، لأننا ما إن تنفسنا الصعداء وبدأنا ننعم بالهدوء على جبهة الحزبين "الإشتراكي" و"الديموقراطي" بعد المصارحة والمصالحة في قصر بعبدا، حتى عدنا إلى السجالات "القواتية – التيارية" إياها، حتى أننا بدأنا نقول حبذا لو يصاب الجميع بتوافق "حزب الله" و"حركة أمل" ليتعلموا منهما كيف تُدار الأمور تقاسما سلسا وترسيم حدود سياسية بلا وجع رأس غالبا ما يتحول إلى "ميغرين" مزمن مع آخرين في طوائف ومذاهب أخرى، أو ما يعرف بـ "داء الشقيقة" أو وجع الرأس النصفي، والـ "ميغرين" السياسي يفتك بالبلد ويقعده عن السير والانطلاق نحو معالجة واقعنا المأزوم اقتصاديا وإنمائيا.
لا بد من كلمة في هذا المجال، فبالعودة إلى مجمل الظروف السياسية بين أقوى مكونين على الساحة المسيحية، نتأكد أن "حرب الإلغاء" انتهت في الميدان وحسب، فلا التفاهمات نفعت ولا التصالح يعمر أكثر من أسابيع قليلة، ولا نحسد سيد بكركي صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وهو لا يني يعمل من أجل رأب الصدع بين أبناء الرعية ولا سيما من ضل منهم بموقف أو شعار، وجميعهم على مسافة واحد من غبطته، ورغم ذلك لا نزال نشهد توترات مردها إلى الاستئثار، وهنا الكل مدان، بغض النظر عن أحقية أو صوابية المواقف من عدمها.
ومن حقنا كلبنانيين أن نسأل قيادتي "التيار" و"القوات" أما آن لهذا الليل أن ينجلي؟ أم أننا سنبقى مرتهنين لخصومة لا تنتهي؟ نقول "مرتهنين" لأن ما بينكما من تباعد يصيب جميع اللبنانيين وهم يتحملون كل تبعات المواقف غير المنضبطة، ومن كافة القوى السياسية دون استثناء!