تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كيف يمكن لمسؤول أن يوقف عجلة الدولة لمجرد أنه ارتأى تبني فكرة ما وإلزام الجميع بها؟ بالتأكيد نتحدث عن حادثة قبرشمون البساتين، وعن رئيس "الحزب الديموقراطي" النائب طلال أرسلان ، ونتفهم موقفه، لكن في حدود ألا يأخذنا هذا الموقف إلى تعطيل البلد، ولا نقول بمجلس عدلي من عدمه، فالأمور لا تساق هكذا، فضلا عن أن أرسلان في طريقه ليسجل خسارة جديدة في السياسة، فيما لن يربح رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط أيضا، وما يطرح من حلول الآن للخروج من الأزمة سيبصر أحدها النور آجلا أم عاجلا، ووفق صيغة لا تتبنى أي موقف مسبق، بعيدا من أحكام القضاء ومسار التحقيقات.
وفي هذا السياق، كان ثمة موقف واضح وصريح لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس، حين حذر من أن استحضار لغة الماضي في السياسة أو الإدارة يؤذي الحياة الوطنية، مشددا في الوقت عينه على أن "الطائف" يشكل مظلة لحماية الميثاق الوطني وإحقاق التوازن بين مختلف شرائح المجتمع ومكوناته، هذا الكلام لا يحتمل تأويلا، وكأن الرئيس عون يمهد الطريق لتسوية تُخرج البلاد من عنق الزجاجة، وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم، خصوصا وأن لبنان بات أوهى من أن يتحمل مغامرات سياسية تضعه مرة جديدة على شفير التوتر والفوضى، وربما أكثر.
وسط هذه الأجواء، ما زال البحث عن مخارج لهذه الأزمة مستمرا، لكن بعيدا من الأضواء، وعلى قاعدة تراعي حساسية اللحظة بعيدا من "لَـــيّ الأذرع"، ووفق تصورات تقصي عقلية الجبهات والمحاور داخل الحكومة وخارجها، خصوصا ساعة يصبح البلد رهينة أهواء وتوجهات غير محسوبة النتائج، بمعنى أن الجهود منصبة الآن على فك أسر مجلس الوزراء، عبر تبني حل اللاغالب واللامغلوب، لكن بما يحفظ أولا هيبة الدولة والسلطة القضائية، ولا يظننّ أحد أن رفع السقوف يأتي بغير التعطيل، وعدم تبني إحالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي كشرط مسبق يعني هزيمة أرسلان، وما هو قيد البحث التفتيش عن إجراءات تخفيفية لوقع الهزيمة.
وفي هذا السياق، سجلت ليل أمس حركة مكثفة حول مبادرة جديدة يجري العمل عليها، خصوصا بعد وقف التداول في إمكانية التصويت داخل مجلس الوزراء على المجلس العدلي، ومثل هذا الخيار سقط نهائيا، لا سيما وأن رئيس الحكومة سعد الحريري لن يدعو إلى جلسة قبل الاتفاق، وإذا ما أخذنا موقف رئيس الجمهورية، خصوصا لجهة "استحضار لغة الماضي" فسنتأكد بأن ثمة من لا يعرف إلا الخسارة، وهذا يقتضي مراجعة نقدية لمواقف وتصورات وتحالفات وخلافها!