تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لم يأتِ هجوم رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير الأسبق وئام وهاب على رئيس الحكومة سعد الحريري خارج السياق التوظيفي لحادثة قبرشمون - البساتين، خصوصا حين رأى أن شاكر البرجاوي يمثل بديلا جدّيا للحريري، في وقت لم تصل الأمور إلى حد استقالة الحريري، فهل ثمة ما يُرسم الآن للإطباق على التوافقات السابقة وإدخال البلاد في مجهول جديد؟ وتاليا كيف نفسر مصادرة الحكومة بحجج واهية وتوهمات وتهيؤات لا تصرف في جمهوريات الموز لكنها تلقى في لبنان احتضانا لا يتسم بشيء من البراءة؟
وسط أجواء التساؤل هذه بات واضحا أن المطلوب الآن شل البلاد، خصوصا وأننا لم نسمع صوتا واحدا يقول بتغليب المصلحة العامة، لا بل ما نعيشه اليوم هو أقرب ما يكون إلى "تعليب" المصلحة العامة لصالح ما يعرف بـ "محور المقاومة"، علما أنه في أهداف هذا "المحور" ثمة ما هو مبرر في موضوع مواجهة "صفقة القرن"، لكن سوق الأمور عبر تعطيل الدولة فدونه مخاطر ليس أقها تجريد لبنان من مناعته لصالح ممانعة إقليمية ودولية.
المشكلة الآن تتمثل في أن ليس ثمة من لاحظ أن هناك تبعات خطيرة للتعطيل، لا بل تبعات يمكن أن تصبح كارثية فيما لو استمر الحال على ما هو عليه اليوم، خصوصا وأن توجه الرئيس الحريري إلى بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يأتِ بالترياق المطلوب وسط معلومات تناقضت بين مصادر وأخرى، خصوصا وأن الكل اجتهد في تفسير النبرة التي تحدث فيها الحريري في قوله "تفاءلوا بالخير تجدوه"، وبحسب ما رشح من معلومات، فإن توافقا أوليا حصل على عقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، ما يعني تمديد الأزمة وسط مخاوف من "انفجار" الحكومة مع ظهور "الفتيل البرجاوي" تلويحا بأن ثمة بدائل في ما لم يرضَ الحريري الامتثال لإملاءات الخصوم في موضوع أبعد من "بساتين" لبنان.
ولا نعجب أنه وسط هذه الأجواء ألا تلاقي المبادرة التسووية لرئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط للخروج من الأزمة أي تجاوب، علما أنها افترضت حلا قوامه ربط حادثتي الشويفات بالبساتين وتسليم المطلوبين في القضيتين للقضاء، لكن الطرح قوبل برفض "الحزب الديموقراطي اللبناني"، وهنا ثمة من يطرح تساؤلات حول دور "حزب الله" تحديدا، وما إذا كانت ثمة نية بنسف الحكومة من خاصرة قبرشمون، علما أن مثل هذا الأمر ستكون له تداعيات على العهد وهو في موقع الحليف له.
حتى الآن ما يزال المشهد ضبابيا، لكن ما هو مؤكد أن الأمور تراوح بين تغليب المصلحة العامة وتعليبها!