تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا حاجة لانعقاد مجلس الوزراء، ولماذا كل هذا الترف؟ ولماذا التعب من أساسه؟ فلقد تأكدنا، وبالدليل الحسي الملموس والممسوس أن تعطيل الحكومة قد يجنب لبنان أضرارا أكبر على قاعدة "كل ما اجتمعوا اختلفوا"، وتاليا، فإن لبنان محصن بفيض التقوى والإيمان من كل الاستهدافات، ولا تتوقف مسيرته الغراء عند شغور رئاسي أو حكومي، والتجربة خير دليل، ولبنان باق باق باق، ولو كره الكارهون، ولو هرب الهاربون والمقبلون والمدبرون معا "كجلمود صخر حطه السيل من عل"!
حكومة تشكلت بالتحاصص إن غابت لا نفتقدها، لزوم ما لا يلزم، وإن حضرت نتمنى من الله اللطف بنا، وأن يجنبنا شر الالتباسات والانقسامات والاختلافات والاختلالات، وأن يعيننا على مواجهة الاحتباس الحراري وسائر الاحتباسات المعروفة وغير المعروفة، من احتباس الأمل إلى احتباس عضوي مرده إلى ترهل وضعف عضلة البروستات، علما أن الحكومة مصابة بداء الاحتقان المذهبي، وأحيانا تعاني رشوحات موسمية، وكل ذلك لا يغير شيئا من حقيقة أن الحكومات اللبنانية بعد الطائف وقبله بقليل تعاني العقم، وجل مشاريعها "أطفال أنابيب" ثمة من عبث أيضا بجيناتها، فغدت مسوخا لا تقوم لها قائمة إلا "على ضهر الشعب المسكين" ورحم الله الشاعر الشعبي الكبير عمر الزعني.
إذا تذكرنا واقعنا اللبناني منذ ما قبل الاستقلال إلى اليوم، نجد ألا شيء تغير، ويمكن لأي منا أن يطالع قصائد الشاعر عمر الزعني (1898 – 1961) ليتأكد بنفسه، فمعظم قصائده تبدو وكأنها تحاكي واقعنا اليوم، من النيابة إلى الوزارة إلى العادات والتقاليد وموضة الـ Nouveaux Riches، وفيها يقول:
... لما فاض رسماله
اضطربت أحواله
وانقلبت أشكاله
غيّر بدّل شرواله
من جوّا على حاله
ومن برّا على الريش
ريّش عا أهون سبب
ما في علم ولا أدب
ولا في حسب ولا نسب
سعدان وما له دَنَب
جلده محشي بالدّهب
ومش عارف كيف يعيش".
ولنقرأ رائعته "على ضهر الشعب المسكين":
كل تلات أربع أشهر
بتتغير الدواوين
بيتبدل المأمورين
بينزل ناس بيطلع ناس
على ضهر الشعب المسكين
***
بتتغير السياسة
بتتبدل الرياسة
لما بتضيع الطاسة
بتتقسم الغنايم
على ضهر الشعب المسكين
***
بتتشكل الوزارة بغمزة
من فوق وإشارة
بيجي درويش طبارة
بيقوص فتيش وسهوم
على ضهر الشعب المسكين
***
بيطلع مجلس النواب
بتزلغط الأحباب
والخدام والحجّـاب
بتتعين عالأبواب
على ضهر الشعب المسكين
***
وإن صار عجز بالآخر
بتتشطب الدفاتر
رسوم وضرايب
على ضهر الشعب المسكين!