تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لنقف عند حدود ما يجري في السودان اليوم لا بد أولا من أن نعلم مصدر المال الذي صودر من منزل الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير (بعملات ثلاث) وتصل قيمته إلى أكثر من 113 مليون دولار، بحسب ما أشارت "فرانس برس" في وقت سابق، وتاليا لا بد من الوقوف عند تداعيات الأحداث الأخيرة، لأن المحرك واحد، وثمة مال غير نظيف يحاول أن يرسم للسودان غير ما يتمنى أبناؤه.
ما حدث في السودان فجر أمس الثلاثاء جاء مدبرا، أنَّـــــى كثرت الاجتهادات وسال حبر التحليل والاستنتاج، ولا ما يبرر فض اعتصام بالقوة، ما أدى إلى مقتل 35 شخصا على أيدي القوات الأمنية، إلا ما ساقه رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان لجهة ان المجلس قرر تشكيل حكومة تسيير أعمال وإلغاء الاتفاقات السابقة مع قوى الحرية والتغيير، وتنظيم انتخابات خلال تسعة أشهر بإشراف دولي!
عندما تتضح الأهداف والمرامي لا يعود ثمة حاجة للاجتهاد لمعرفة أن هناك من يريد للسودان أن يتجرع كأس "العسكرة" ومصادرة الحياة الديموقراطية لصالح ديكتاتورية غير مقنعة، واضحة وكشفت وجهها بشكل سافر، وهذا ما بدا جليا في موقف البرهان عقب الأحداث الدامية من ان المجلس قرر وقف التفاوض مع قوى الحرية التغيير وإلغاء الاتفاقات السابقة بين الجانبين.
في سياق هذه التطورات جاء الرد سريعا على كلمة رئيس المجلس العسكري، فأشار تجمع المهنيين السودانيين في بيان إن "تجدد الخطاب الانقلابي سيشعل أوار الثورة من جديد"، وكان لافتا للانتباه توصيفه "النظام القديم المتجدد"، وتأكيده أن هذا النظام يسعى لرسم سيناريو مسرحية كاذبة عبر شاشات القنوات الفضائية، ولكنه لا يعلم أنها مسرحية حُرقت فصولها واستبان عوارها قبل رفع الستار عنها، لا بل أبعد من ذلك، فقد رأى التجمع أن مخطط إعلان الانتخابات والتنصل من الاتفاق مع قوى الحرية والتغيير وإعلان تشكيل حكومة ما هو إلا هزال.
وسط كل ذلك، يبقى السودان مشرعا على احتمال إشتعال الصراع أكثر بين السلطة العسكرية الساعية لخلق "نميري" جديد، أو في أحسن الأحوال استنساخ عمر البشير بإصدار محدث، خصوصا وأن الأخير خرج يثروة بانَ منها ملايين الدولارات، وما هو مؤكد أن الإضراب السياسي متواصل والعصيان المدني الشامل مستمر، وقد حدد القيمون على الحراك الشعبي هدفا واضحا متمثلا بإسقاط النظام.
تبقى ثمة إشارة، لا يمكن معرفة ما يجري في السودان الآن، وما يخطط له، إن لم نقف عند مصادر بعض المال العربي غير النظيف من منزل عمر البشير إلى منازل من يسعون اليوم للانقضاض على مكتسبات الشعب الذي خرج إلى الشارع مطالبا بالخبز والحرية!