تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
" – أنور عقل ضو
أي لغة تتقصد استهداف طائفة بعينها هي لغة ساقطة جوفاء، وأي رد على فعل بآخر مثله ومن نفس "البضاعة" هو فعل أخرق، وأي استنفار غرائزي هو بصريح العبارة إفلاس ما بعده إفلاس، ونقصد هنا جهارا ودون مواربة أو نبرة تخفيفية كلا من "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" وأيضا كل "تيارات" الطوائف، وليعذرنا الجميع، وليرحموا ما بقي من تالف أعصابنا، وليرأفوا بعقولنا كي لا نفقدها غداة حفلة جنون في هذا المدى المحفوف بوهم أن ثمة من هم يقودون سفينة البلاد إلى بر الأمان، بينما نحن الآن في عين العاصفة ومآلنا الغرق في بحر الأمنيات المسافرة.
ما يثير الشفقة علينا نحن من يقض الفراغ أعمارنا والمستقبل، أن التيارين "الأزرق والليموني" مخترقان علمانيا! وبالرغم من هذه المزحة السمجة يريدان من اللبنانيين أن يصدقوا علمانيةً وأن يصفقوا لعلمنة، فيما أقصى الموجود "باقة تنوع" لزوم خطاب وطني ما زال غائبا عن الوعي، ولا زال مُغيَّبا عن الحياة.
تياران مزينان بوطنية قابعة منذ زمن بعيد في العناية المركزة، وثمة بين ظهرانيهما "تشكيلة" من طوائف يتوهمان معها توجها مُقْعَداً على كرسي نقال، حتى صدقنا بيقين التجربة كم أن السكوت يساوي ذهباً في بازار فضة المواقف الشعواء، أما من ذهبت أريحيتهم فينكلان بجسد ميت، جسد وطن تحاصره الصدف اللعينة.
لا يهم ما قيل وما سوف يُقال، فالسقوط مدوٍّ، حتى أننا لم "نفلفش" في الصحف ولم نتنقل بين المواقع لنقرأ إبداعات الوهم والتوهم، فنحن لا نتابع غث المواقف وما هو ضامر منها أساسا، فهذا الاستنفار السياسي المأزوم يأتي صالحا لـ "عسكرة" خطاب ينقصه فقط بزة الميدان ولجنة متخصصة في وقف التراشق والإلتزام بهدنة لا تصمد، ولن تصمد طالما أن "شتول الوطنية" غير قابلة للزرع، وعصية على الإنبات.
وحدها الهجرة من وطن يُنحر كل يوم على مذبح المصالح والاستعراض قابلة للحياة في بلد اليباب المستكين لنزوات قادته، وحدها الهجرة تعيد إلينا ما فقدنا من إنسانيتنا، وحدها الهجرة سبيلا لحياة انعدمت، ورغم كل ما يشي بأننا أرقام في عدادات الطوائف، لن نهاجر، والفضائح ليست قدرا!