تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لم تعد ثمة مشكلة موازنة، وسيُفرج عنها قريبا بعد "اعتقال" دام أسابيع عدة، وما علينا إلا أن نزغرد وننثر الأرز والورود ونقيم حلقات الدبكة، وستتحول الاعتصامات في "رياض الصلح" ومتفرعاتها إلى مهرجانات عفوية يعبر خلالها العسكريون المتقاعدون والعمال والموظفون عن امتنانهم لسلطة نأت عن مكتسباتهم، ليس ذلك فحسب، بل قررت رفع الأدنى للأجور وزيادة التقديمات الطبية والاجتماعية بما يليق بتضحيات من قدموا أعمارهم في سبيل لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات، عسكريين ومدنيين وشهداء وجرحى ومعوقين.
لم نكن نعلم أن الموازنة كانت عالقة على "قشة"، والحمدلله مرت الأمور على خير، وما زاد في طمأنة اللبنانيين أنه عقب انتهاء لقاء وفد العسكريين المتقاعدين مع وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب في السراي الكبير، كان ثمة تأكيد من بو صعب أن هناك فقط 3 بالمئة ستقتطع للطبابة على الطوابع، "يعني مش حرزانين"، فعاد المعتصمون راضين مرضيين إلى ساحة رياض الصلح، وكذلك الحال بالنسبة إلى عوائل الشهداء، ذلك أنه لن "تتبهدل" زوجة شهيد أو والدته أو ابنته طلبا لدواء، ما يعني أن "الجهود الجبارة" التي بذلها الوزراء وهم يناقشون "لطلوع الضو" بنود الموازنة أثمرت، من البنزين إلى طوابع البريد إلى "الموتوسيكلات" وعلب التن والسردين والشنكليش، ولا ننسى زجاج السيارات "الفومـــيه" ولا رخص السلاح، وكأن الدولة تريد تشريع البلد للزعران، وما أدراك ما داخل "الفوميه"؟!
سلطة مأزومة بما ارتكبت، لا يهم متى، ما يهم أنها على نفس الطريق، بدءا من تقاطع الفساد مرورا بأتوستراد المحاصصة وصولا إلى جسر المصارف، أما من نهب البلد سنوات طوال فحر طليق، يهندس لحاضرنا والمستقبل، وكأنه قرر أن "يشحِّدَ" اللبنانيين الملح، بالتأكيد لن نصفق، فالعطن استبدت رائحته أمس وقبله، وما ساقه سياسيون من تحالف السلطة عينها، وما سمعنا وقرأنا من مواقف شاجبة في موضوع الموازنة على قاعدة "وشهد شاهد من أهله"، يكفي ليؤكد أن السلطة في ورطة وأننا محكومون بنزوات وسوء تخطيط وانعدام رؤية، وعدم جرأة في تسمية الأمور بأسمائها من قبيل استعادة من نهب من جزينة الدولة وما يهدر من أملاكها لصالح من استباحوا مرافق وأملاكا عامة.
في هذه الأجواء عبر وزير المال علي حسن خليل عن انزعاجه من إطالة الجلسات التي ما عاد من مبرر لها، متهما وزير الخارجية جبران باسيل بأن دعوته الى المزيد من الجلسات من شأنه الاستمرار في توتير الشارع في وقت أعلن الوزير الجراح بأن جلسة الغد قد تكون الأخيرة، و"خاتمة الأحزان".