تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ثمة من هم ضليعون في إخفاء الحقائق تعويضا عن إخفاق، وثمة بينهم من يغرق في شبر مياه أو "بانيو" حمام، وفي كلتا الحالتين هم جميعا في سلة واحدة، معهم تختفي ألوان شعاراتهم، أزرق، ليموني، أحمر، أصفر وأخضر، وبالتأكيد هذه ليست من طيف قوس الغمام أو قوس الجمال، هي ألوانهم هم، يدوسون عليها ساعة يستشعرون خطرا من تهديد امتيازاتهم واستهداف خيرات الدولة الدافقة عليهم، والمشكلة أنها لم تعد تدفق أو لن تعود كما سابق دفقها.
في غمرة الحديث عن الموازنة نتجاهل مصدر الثراء لمعظم الطبقة السياسية، ولا نتحدث هنا من "ضيقة عين"، وإنما نطرح الأمر ونحن نبسمل ونصلِّب طالبين من الله أن يبعد الحسد وأن يزيد من نعمه على عباده الصالحين، وإذا أخذنا على سبيل المثال موكب مسؤول درجة ثالثة، نجد رتلا من السيارات المصفحة لا يمكن أن تميز واحدة عن الأخرى، وثمة سائقون ومرافقون وخدم وما يتقاضاه المسؤول بالكاد يكفي كنثريات يومية.
لسنا معنيين بهذا الجانب، حتى أننا لا نطرح هذا الأمر من قبيل استحضار مقولة: من أين لك هذا؟ وإنما أردنا التأكيد على أن من لا يعاني من الصعب أن يشعر مع من يعاني، ومن يده في النار ليس كمن يده في ماء بارد، وثمة فجوة اجتماعية راحت تتسع بين الناس والطبقة السياسية بمعظمها، وهذا يقودنا إلى أن من يرسم الموازنة ينظر إليها كعملية حسابية، أو مجرد أرقام غير متصلة بوجع الناس حتى وإن تقصد ذلك فقط في موضوع الضرائب، دون أن ننسى أن للطبقة السياسية امتيازاتها من الحصانة إلى التقديمات، فضلا عن أن مزاريب الهدر هم من فتحها، وإذا كان أهل السياسة يتحدثون عن إقفال هذه المزاريب فهذا إقرار صريح بأنها موجودة، تماما كما حال الفساد مع ما له من ملحقات كالرشى والمغانم والتمريرات والصفقات.
لا ننظر بعين ضيقة إلى ثراء مسؤول، لكن نرى أن الموازنة يفترض ملاقاتها بشفافية، وإلى مستوى ما تحمل الشعارات والرايات بألوانها المختلفة، لا كما يسعى البعض لمعالجتها خصوصا في موضوع المصارف، إذ بدا وكأن هناك أمر عمليات يقضي بعدم المس بمكتسبات المصارف والشركات الكبرى ومصرف لبنان، فضلا عن المؤسسات المستقلة مثل "أوجيرو" والمرفأ.
وهنا نؤكد أن لا شفافية قبل سد مزاريب الهدر وتعالج موضوع التهرب الضريبي والجمركي والأملاك البحرية والنهرية وغيرها من الأماكن التي تُدِر الاموال الكبيرة الى الخزينة العامة إذا ما اُعِيد تنظيمها وضبطها.