تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
لا نعرف المغزى الحقيقي من إطلاق طوابع "الطيور المهاجرة" في القصر الجمهوري أمس، لكن إذا ما تلمسنا "إنجازاتنا" البيئية في هذا المجال، لا يمكن بالتأكيد أن نستوعب من كل هذا الاستعراض إلا إذا كان المقصود أن تصبح الطيور المقيمة في لبنان والمهاجرة عبر سمائه مجرد صور وذكرى في إطار توثيق انقراضها – وبعضها انقرض فعلا – عبر الاستعانة بخدمة الطوابع.
كل شيء في هذه الدولة هَزُلَ، ولولا هامة الرئيس العماد ميشال عون الذي قال كلاما نابعا من القلب لكان الاحتفال مجرد حفلة تسويقية لقتل الطيور، خصوصا وأن بين الحضور كبار التجار ومستوردي الأسلحة والذخائر ولوازم الصيد، والأنكى أن بينهم من يطرحون البيئة شعارا والاستدامة نهجا من باب كسب المال، فضلا عن مروجي مقولة "الصيد المستدام"، وهذه مزحة سمجة لا "تركب قوس قزح"!
لا نتحدث هنا عن النوايا والأغراض النبيلة، ونعلم أن بين الحضور كان ثمة من نرفع لهم القبعة في كل ما بذلوا ويبذلون من جهود مضنية في سبيل ترسيخ قيم وأخلاق ومبادئ إنسانية ومجتمعية، ولا سيما ما تنجزه إحدى الجمعيات البيئية في مجال تكريس مفهوم الحمى، علما أن هذه التجربة على أهميتها لم تحصن إلى الآن بقوانين رادعة في ظل استباحة هيبة الدولة قبل الطيور.
كان الأجدى في الثاني من شهر أيار (مايو) "اليوم العالمي للطيور المهاجرة" وبدلا من استحضار مناسبة عصية على البلع وسط ما نشهد من تجاوزات ومجازر بحق الطيور خارج موسم الصيد، وفضائح الدبق والشبك وغيرها، أن نرى احتفالا تستعرض فيه الدولة مرتكبي المجازر وتسوقهم مخفورين أمام وسائل الإعلام.
وفي موضوع الصيد البري لا نحتاج إلى احتفالات وبدلات وربطات عنق وصور "سيلفي" واستعراضا إعلاميا، لسنا بحاجة لكل هذا الهوس بالظهور فيما الطيور تُباد مع ما ابتلينا به من أفكار "بيئية" ربطت الصيد بما يضخ على الخزينة من مال واعتبار ذلك "إنجازا" نراه على قائمة الطعام في الفنادق وهي تقدم طبق "التيان المدهن".
ما نقوله يدركه كثيرون متورطون في ملهاة الصيد البري، وإذا كان المقام يحول دون ذكر معطيات كي لا ندان بالتهشيم وإساءة السمعة، لكن ذلك لا يمنع من أن نضع الإصبح على جرح فاغر راعف، ويبدو أن ما هو قائم أو ما شهدنا ونشهده، وما سوف نعيش وقائعه مع فتح موسم القتل بالمجان، يفترض ضبط بعض المفردات وإتقان التوصيف: طوابع الطيور... والحلول المهاجرة؟!