تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
مئة يوم بالتمام والكمال انصرمت، ودخلت حكومة "إلى العمل" يومها الأول بعد المئة، ثلاثة أشهر ونيف ولم تتبلور خطة الحكومة، فيما الفصل الأول من عمرها ذهب هباء منثورا، فهل نتوسم خيرا في القادم من أيام وأشهر؟ وما الذي يمكن أن يطمئن الناس وسط ما شهدنا ونشهد من توترات وإخفاقات وترهل؟
مئة يوم كان يفترض أن تكون الدولة حاضرة بهالة موقعها، لا أن تظل مجرد خيال بالكاد يُرى، مثل جسد سقيم يسير متكئا على عكازين ويترنح وكأنه يدنو من أن يتعثر في أية لحظة، إذا كنا مخطئين فليصوب لنا أصحاب الهمم، لا سيما من يرون خلاف ذلك، لكن بعيدا من خطاب أجوف وشعارات بلهاء وتخيلات رؤوس حامية "دونكيشوتية"، ولنكن واضحين أكثر، تعثرت الحكومة (ومعها الدولة) في كل الاستحقاقات وليس في موضوع الموازنة فحسب، تعثرت منذ أن وضعت الطوائف خطوط حمراء حماية لبعض رموزها، يومها قلنا على الدولة السلام.
إذا ما نظرنا إلى واقعنا الأجوف، نجد أن الكل يدين الطائفية، ويستحضر الإدانة كمادة خطابية فيما الكل غارق بطائفيته، ومع هذا الكل، ومن جميع الطوائف والمذاهب، تضيع الثقة وتنعدم هيبة الدولة، وإلى الآن لم نرقَ إلى خطاب وطني جامع، ولا شيء غير المناكدة وتسجيل النقاط، من ملف المقالع والكسارات إلى الأملاك البحرية الضائعة، مرورا بمزارع شبعا وصولا إلى الموازنة وتوتر المنصورية – عين سعادة، وإذا كنا مخطئين فليصوب لنا أولو الأمر من كل الطوائف والمذاهب أيضا، وسنقول أكثر، إذا كان التطلع إلى "سيدر" كخشبة خلاص فهنا الكارثة الأكبر، في وقت ما نزال فيه عاجزين عن تحقيق بعض الإصلاحات على مقاس "سيدر" لا أكثر.
نبحث عن إنجاز واحد فلا نجد غير صراخ وعويل، وفي مكان ما نتأكد أن ثمة من لا يريد للعهد أن ينطلق، والكل يضع العصي في الدواليب، من المقربين وغير المقربين، من الحلفاء قبل الخصوم، ولبنان يخسر فرصة تاريخية ولا من يسأل أو يهتم، ورغم ذلك لن نفقد الأمل، وسنظل نراهن على صحوة، على استفاقة ولو متأخرة، كي لا ندمن الخيبة والهزائم والانكسارات.
مئة يوم انصرمت ونحن نطارد طواحين الهواء، ونبحث عن جنس الملائكة، وإذا ما كنا سنعالج أوضاعنا على غرار ما شهدنا في المنصورية، حيث تحول أهل السياسة أخصائيين وخبراء في الحقول "الكهرومغناطيسية"، فعلى الدنيا السلام، خصوصا وأننا في لحظة شعرنا أن البلد "معلق" على عمود كهرباء!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"