تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
في معمعة الاعتراض والدرس وبعض البيانات "التخديرية" لا نستغرب إقرار خفض رواتب موظفي القطاع العام والمتقاعدين، وإذا ما حصل ذلك بالفعل، فسيكون المسمار الأول في نعش سلطة الفساد، علما أن "مسامير" كثيرة دُقت في النعش إياه منذ سنوات طويلة، وأقصى خوفنا في هذه اللحظة السياسية أن نصل - وفي زمن قياسي - إلى إعلان ما لا نتمناه: "إكرام الميت دفنه".
لا نزال نتعلق بأهداب أمل قليل، مع ما يسعى إليه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على جبهة محاربة المفسدين، وإلا لكان "الميت" اليوم قد بدأ بالتحلل، وصار لزاما حرقه لا دفنه، كجثة جائفة نتنة متفسخة حد الفضيحة، ورغم ذلك بدأنا نشعر أن ثمة من بـدأوا بـ "التجيف" وفاحت روائحهم القذرة العطنة، وهي تطغى على أغلى العطور الباريسية، أما ربطات العنق، فنبشركم أنها ستكون عقدة حبل مشنقة، وألسنتكم سنراها متدلية من على منصة إعدام، بدأ الشعب الجائع في استعادتها من قبو معاناته، يعيد هندستها، يرممها ويلمعها، وإذا كنتم تعدون بـ "قتل" مواطنيكم مع ما "قتلتم" و"أزهقتم" من أرواح من ماتوا بالتلوث على الأقل، فسيصدر الشعب حكمه المبرم، ولو بعد حين.
لم نسمع مع التحضير لإقرار موازنة 2019 ما يلغي هواجس الناس، لم نسمع شيئا عن الإصلاح الإداري، فأي دولة تسعى لاستعادة حضورها وتعلن قيامتها من بين الأموات، تتبنى هذا الإصلاح مدخلا ملزما لزيادة الإنتاجية والنهوض بالاقتصاد، لا أن تسرقنا الدولة بشرف أو بدونه، ما تحضرون له في كواليس عجزكم ليس بأكثر من مشروع سرقة لأموال الناس ومكتسباتهم، من موظفي القطاع العام والمتقاعدين، وإذا ما قرر أولي الأمر ممن لا أمر لهم خفض الرواتب فستكون سرقة "بلا شرف"، ونكون بدأنا عصر السرقات من هذا النوع!
ما هي الخطوات التي يمكن أن نستند إليها لنتيقن من حسن نواياكم؟ خصوصا لجهة التعيين في مواقع الإدارة التزاما بمبدأ الكفاءة، فضلا عن التقييم المفترض للانتاجية والأداء، وصولا إلى العمل على تعديل الأجور بموازاة زيادة الأسعار، وإلى متى سنظل نعاني من ترهل الإدارة في لبنان؟ وإلى متى سيظل السياسيون أمثالكم يتدخلون لتكريس تبعية الموظف لأهوائكم؟
نعلم أن "شلش الحياء طق من زمان"، لكن أن تجتمع قلة الحياء بالوقاحة فهذا "دلع" لا نتحمله، وعليه، انتظروا ما لا يسرّ وإن تكدر مزاجكم، فالعتب بالتأكيد ليس على قدر المحبة!