تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
جاء انعقاد عقد جلسة أسئلة وأجوبة في مجلس النواب اليوم ليؤكد هشاشة واقع سياسي مأزوم، فلا أسئلة واضحة ولا إجابات محددة، لا المجلس بدا واثقا ولا الحكومة بدت قادرة على الإحاطة بمجمل الملفات المطروحة، وكنا أقرب ما نكون إلى حفلة في سوق عكاظ عصري، وعلى الرغم من أن ليس ثمة ما ارتقى بتجربة الأسئلة والأجوبة إلى مستوى مطلوب من الشفافية، لم نتيقن أيضا ما إذا كانت مثل هذه "الحفلات" ضرورية أساسا، فالتداخل القائم بين الحكومة ومجلس النواب أكد أنه في مكان بدا وكأن الحكومة تسأل، وفي مكان آخر المجلس يجيب.
صحيح هي جلسة الأسئلة والأجوبة الأولى التي تنعقد في ولاية المجلس الحالي وولاية الحكومة العتيدة، لكنها لم تفضِ إلى ما يبدد هواجس الناس ومشكلاتهم الحاضرة على مستوى سائر الملفات المتصلة بواقعهم الاقتصادي والاجتماعي والخدماتي، وبدوا أنهم "مثل الأطرش بالزفة"، بعد أن اختلط "حابل" مجلس النواب بـ "نابل" الحكومة، خصوصا في مَا يتعلق بالتوقيفات وفي موضوع التوظيف العشوائي ومحاربة الفساد، وكانت الأجوبة في مجملها تبريرية غير مقنعة، فضلا عن أن ثمة ملفات في البلد يفترض مقاربتها بحزم ولا سيما تلك المتعلقة بالخلافات على مستوى السلطة القضائية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ما طرحه وزير الاقتصاد حول سياسة المصرف المركزي، والكثير الكثير من أمور لا يمكن أن يستقيم معها العمل الحكومي إن ظلت دون أجوبة مقنعة وإجراءات حاسمة.
كل ذلك في كفة وقضية الإعفاء الضريبي في كفة ثانية، وما لفت الانتباه أن الكلام عن إعفاء "سوليدير" و"بنك البحر المتوسط" و"كازينو لبنان" و14 شركة بـقيمة 115 مليون دولار مر مرور الكرام، ولم نعلم من هو "مهندس" هذه الصيغة الفجة لتهرب المؤسسات الكبيرة من كل ما هو متوجب عليها لخزينة الدولة، ولا نعلم كذلك ما جدوى عقد جلسة أسئلة وأجوبة لا تبعث في البلد بعضا من طمأنينة واتياح، علما أن القوانين واضحة كعين الشمس، ومن يتأخر عن دفع الضريبة تفرض عليه غرامات، إلا في لبنان، من يتأخر وكان "ضهرو مسنود" يُعفى من الغرامات، والويل والثبور لمن يتلكأ من خارج سرب السلطة وإن كان صاحب بسطة لبيع الدخان وقهوة "الإكسبرس".
إذا كان المقصود أن تكون الشفافية حاضرة على مستوى أداء مؤسسات الدولة، فقد كانت الشفافية الغائب الأكبر عن جلسة الأسئلة والأجوبة، وهذا يؤكد أن هذا البلد لا "يمشي بالشفافية"!