تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
"لا وفود تشرّفنا بأن يكون وزيرنا في عدادها" كلمات جاءت في تغريدة للنائب طلال أرسلان قبل ثلاثة أيام وكادت تمر مرور الكرام لو لم يتفاعل موضوع استبعاد وزير شؤون النازحين صالح الغريب من الوفد المتوجه للمشاركة في مؤتمر "بروكسل- 3"، في نسخته الجديدة، والذي ينعقد هذا العام تحت عنوان "دعم مستقبل سوريا والمنطقة".
ما استوقفنا مفردة "وزيرنا"، وكأن أرسلان غير مدرك إلى الآن أن "وزارة الترضية" لا يمكن أن تمارس مهامها إلا في حدود طلات إعلامية لا أكثر، وأن ملف النازحين السوريين لا يحتاج أساسا لوزارة خاصة مستقلة، وإنما يعالج من ضمن توجهات مجلس الوزراء مجتمعا، ولا ننسى أن السلطة السياسية ارتأت التخلي عن وزارة مكافحة الفساد ، بمعنى أن توزيع الحقائب الثانوية جاء من قبيل التسوية والترضية و"جبر خواطر"، وليس ثمة ما يمكن اعتباره "وزيرنا" أو "وزيره"!
اندفاعة وزير النائب أرسلان في التوجه إلى سوريا دون علم مسبق من رئيس الحكومة أثار علامات استفهام حول توجهات الوزير الشاب، وتسبب بـ "نقزة" سياسية عبر عنها عدد من نواب "المستقبل"، وبعضهم أكد أن زيارة الغريب لم يعلم بها الحريري واعتبرها زيارة خاصة، ونعود للتذكير بهذه الاندفاعة لأنها جاءت لتبين أن ثمة مشكلة بدأت من هذه النقطة، وتم تدارك الأمر بحيث لم تتسبب الزيارة بارتدادات داخل مجلس الوزراء، و"لملمة" الموضوع، وإذا ما اعتبر أرسلان أنه لا يشرفه أن يكون "وزيره" في عداد الوفد الرسمي المتجه إلى بروكسل، فالمسألة باتت في حكم المنتهية، فلماذا كل هذه الضجة إذن؟!
ربما ثمة من أوصل رسالة أرسلان للرئيس الحريري فآثر عدم إحراجه بدعوة وزيره، نقول ربما، لكن هناك ما لا بد من توضيحه أيضا، فإذا كان الغريب "وزير أرسلان" فهل هذا يعني أنه خارج توجهات مجلس الوزراء ويعمل بوحي من أرسلان حكما الذي أعلن مرارا مواقف داعمة للرئيس السوري الدكتور بشار الأسد؟ وإذا كان الأمر كذلك فهذا يعني أن الحريري تصرف من موقع مسؤولياته في ملف لا يمكن معالجته مع الجانب السوري فحسب، وإلا لم يكن ثمة موجب لبروكسل والمجتمع الدولي.
ما يهمنا في هذا المجال أن "نأكل العنب" لا أن "نقتل الناطور" في موضوع عودة النازحين السوريين، وهذا ملف شائك سياسيا، ولا يمكن حله على قاعدة "وزيري وزيرو ووزيرك"!