تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تلقف رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط رسالة دمشق مع قرارها "الإستثنائي"، والقاضي بعدم السماح لأي رجل دين من طائفة الموحدين الدروز اللبنانيين من دخول الأراضي السورية، ما لم يحصل على بطاقة تعريف خاصة تمنح من الشيخ نصر الدين الغريب.
قرار غريب، والغريب في الأمر أن لا غريب سوى الشيطان، فدمشق تختصر الطريق إليها عبر خلدة، ضاربة عرض الحائط إرادة الدروز يوم اختاروا مجلسهم المذهبي بالانتخاب الحر، ووفق الأطر الديموقراطية التي تكفل إدارة شؤونهم في ظل الدولة ورعايتها، لكن لدمشق قراءة مغايرة، فبعثت رستم غزالي من قبره، ظنا منها أن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه في زمن وصاية بائد.
قرار غريب، ولا غريب سوى الشيطان، دمشق تريد تطويع وليد جنبلاط ومحاصرته، وعدة الشغل حاضرة، وقرار همايوني يحول الشيخ نصرالدين الغريب إلى مفوض أعلى سام لإدارة شؤون الدروز اللبنانيين المتوجهين إلى سوريا، وبالتأكيد "حرصا على سلامتهم".
قرار غريب، ولا غريب سوى الشيطان، النائب طلال أرسلان يرحب والوزير الأسبق وئام وهاب يرفع "دوز" التصعيد، الفتنة مطلوبة بمظلة صديقة ولا شيء غير ذلك، ومع ذلك أخطأ وليد جنبلاط في الرد المباشر على هكذا قرار، وفي لحظة ما كدنا نظن أن ثمة انسياقا نحو فتنة مطلوبة.
لا نكن أي ضغينة للشيخ الغريب ولا للنائب أرسلان ووهاب، فميادين السياسة مشرعة أمام الجميع، ونطمئن الجميع بأن الزعامة الواحدة في الطائفة الدرزية ولت إلى غير رجعة، ومرفوضة كما هي مرفوضة تماما عودة الثنائية الدرزية المسخ، لكن قرار دمشق الغريب يُشتم منه أن ثمة "مد يد" وتطاولا على شؤون طائفة الموحدين الدروز في لبنان، ومن هنا وصفه بأنه "استثنائي".
أخطأ وليد جنبلاط واندفع إلى حيث يراد له أن يندفع، ومن ثم عاد وتدارك الأمر، علما أن ما حصل يعالج من دولة لدولة، وعلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يستوضح الأمر ويتخذ قرارا يقطع الطريق على أي تطاول على أي من مكونات المجتمع اللبناني، وكان على جنبلاط أن يوفد من قبله ممثلا يبحث الأمر مع قيادة " حزب الله "، والمطلوب التأسيس لمرحلة جديدة في موضوع العلاقة مع سوريا، بعيدا من إرهاصات الماضي، عل "العقل" ينتصر، وكم نحن اليوم بحاجة إلى "العقل"!