تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ظل السؤال يتردد على مدى ثمانية أشهر متتالية: متى تتشكل الحكومة ؟ أما وقد تشكلت وحظيت بثقة وشبه إجماع نيابي، يطل اليوم السؤال الأهم: متى الإقلاع؟ وهل ستحلق في فضاء الأزمات عاقدة العزم على تبديدها كغيوم سوداء تحجب عنا الأمل؟
حتى الآن ثمة ما يبشر وثمة أيضا ما لا يبشر، وقد نكون محكومين بالانتظار قبل الحكم على عمل حكومة إلى أن تنقضي فترة السماح التي منحتها لنفسها (100 يوم)، وإن كنا ميالين إلى أن لا معوقات حقيقية إذا ائتلف الوزراء مترجمين ثقة الـــ 111 صوتا عملا ينصب أولا على مكافحة الفساد الذي لا دين ولا طائفة له، بحسب رئيس مجلس النواب نبيه بري، خصوصا وأنه، أي بري، وضع يده على قلبه، متخوفاً على الحكومة من نفسها، وليس من أي شيء آخر.
بعيدا من المواقف التي رجحت كفة المخاوف خلال اليومين الماضيين، جاء جدول أعمال أول جلسة تعقدها حكومة "إلى العمل" غداً الخميس في قصر بعبدا، مخيباً للآمال، وقد اعتبر مواقبون أن ثمة "بداية غير مشجعة"، إذ خلت بنوده الكثيرة (103 بنود) من طرح أي من الملفات الحيوية، التي تحدث عنها بيانها الوزاري، ولا من أية إشارة إلى بنود سياسية ملحة، مثل التعيينات في أمانة مجلس الوزراء والادارة والمجلس العسكري، فضلا عن أن ما وعد به الرئيس سعد الحريري لم نتلمس منه ما يشي بأن "تقليعة" الحكومة ستكون على إيقاع أزماتنا لا متخلفة عنها.
وكي لا نستبق الأمور، من المتوقع تكوين صورة أكثر وضوحا مع اجتماع الغد، باعتباره الإمتحان الأول امتحان للتضامن الوزاري، وإذا أخذنا في الاعتبار جملة من الأمور ومن بينها توجه وزراء "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"القوات اللبنانية" لطرح موضوع زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين السوريين صالح الغريب إلى دمشق، من دون علم رئيس الحكومة سعد الحريري أو أخذ موافقة مجلس الوزراء عليها، بالإضافة إلى المواقف التي أعلنها وزير الدفاع الياس بو صعب في مؤتمر ميونيخ للأمن، والتي اعتبرتها أوساط معراب، بمثابة خرق لمبدأ النأي بالنفس، ومخالفة لمضمون البيان الوزاري، في وقت رأت فيه كتلة "لبنان القوي" التي اجتمعت أمس برئاسة الوزير جبران باسيل "بأنه كان واضحاً ويرتكز على توافق عربي ودولي".
لا نبحث في تفاصيل هذه المواقف، من أخطأ ومن أصاب، وإنما نقيِّم الأجواء الملبدة بكثير من الأسئلة، كي لا تنتظرنا خيبة جديدة ونعض الأصابع ندما على ما ظننا أنه أول الغيث... وبارقة أمل!