تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
اليوم نطوي مرحلة من الانتظار الطويل وننطلق نحو مرحلة جديدة، نريدها مشرعة على آفاق بعيدة في مسيرة الإصلاح واستعادة الدولة من براثن الفساد والفوضى، ولاستعادتها أيضا من ركود طال وجمود استشرى، فالتحديات المقبلة أكبر بكثير مما نتصور، وهي في مكان ما تحديات وجودية، أي أنها متصلة بواقع لبنان ومستقبله، وما يبعث على التفاؤل أنه وللمرة الأولى منذ ثمانية أشهر نتلمس بوادر إيجابية تنعش آمالنا كلبنانيين في أننا قادرون على النهوض من عثراتنا، وللمرة الأول أيضا نتأكد بأن هناك تضامنا بين أهل السلطة، وهذا نذير خير وبشرى واعدة.
بالأمس كنا محكومين بالتعطيل وهدر الوقت والسجالات، واليوم مدعوون إلى العمل، لنستدرك ما فاتنا طوال أشهر ذهبت هدرا ولم نعلم أن لبنان بحاجة إلى كل دقيقة وأنه في سباق دائم مع الزمن، ولا بد من الانطلاق أولا من واقعة أن التعطيل أضاع على لبنان فرصا كبيرة، خصوصا في مجال الاستثمارات التي كان من الممكن أن تضخ بعض الروح في جسد الدولة الواهن، بمعنى أن التعطيل بات يمثل مقتلا لاقتصادنا، وهذا ما يفرض على الحكومة أن توفر حدا أدنى من استقرار لجذب استثمارات جديدة وخلق فرص عمل، واستعادة لبنانيين ضاقت بهم سبل العيش وابتلعتهم المغتربات، خصوصا وأن لبنان اليوم بأمس الحاجة إليهم، ولا سيما منهم حملة الشهادات العالية والصناعيين والحرفيين والإداريين.
واليوم ما عاد ثمة مبرر للتراجع أو التلكوء، فالحكومة تشكلت ونالت ثقة مجلس النواب بأغلبية ساحقة (111 صوتا)، ما يعني أن ثمة إجماعا على مواجهة واقعنا السياسي المأزوم، والتفرغ لملاقاة أزماتنا الاقتصادية والمالية، وإيلاء الشأن المعيشي اهتماما يوازي ما يواجه الناس من ظروف مأساوية، مع استفحال البطالة وتراجع الاستثمارات الخارجية وركود الأسواق، وإذا كان شعار الحكومة "إلى العمل"، فذلك يعني أنها تتطلع إلى تخطي إطلاق الشعارات، لتنال هذه المرة ثقة الناس.
نعلم أن أمام الحكومة ملفات ساخنة تنتظر، ونعلم أكثر أن العديد من القضايا تشعبت وأضحت أكثر تعقيدا، لكن ذلك يجب ألا يفتّ من عضد المسؤولين، خصوصا في مجال الإصلاح كما ورد في مقررات "سيدر"، ولكن يجب ألا تكون هذه الإصلاحات مرتبطة بـ "سيدر" فحسب، وما تحتاجه الدولة أكبر، و"سيدر" محطة في مسيرة طويلة، ويجب ألا يكون غاية، وإنما وسيلة تساعدنا على النهوض، لننطلق نحو ترسيخ الاستقرار والازدهار، وهذا أقل الإيمان.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"