تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يبقى الواقع الاقتصادي أهم تحديات الحكومة وأولى أولوياتها، والمدخل الوحيد لضخ جرعات أمل شافية في شرايين الدولة، لكن الملف الاقتصادي غير منفصل عن السياسة، بمعنى أن ثمة ضرورة لتوفير عامل الاستقرار وما يمثل من خطوة ملزمة لإنعاش الأسواق وجذب الاستثمارات وتفعيل قطاعي الصناعة والتجارة، فضلا عن رفد قطاع السياحة والخدمات بحد أدنى من استقرار مطلوب اليوم لاستعادة السياحة، أبعد بكثير من الاكتفاء بسياحة المؤتمرات والمناسبات العابرة.
ومن جهة ثانية، لا يمكن دفع الاقتصاد خطوات مهمة إلى الأمام دون إعلان الحرب على الفساد ، ودون أن نتلمس خطوات وإجراءات واضحة في هذا المجال، وهذا تحد أيضا أمام حكومة الرئيس سعد الحريري، وبالاستناد إلى تأكيده بأن العمل بدأ وسينطلق بإيقاعات كبيرة ومتواصلة الأسبوع المقبل، فإن الأوضاع إلى الآن مبشرة، خصوصا وأن إرادة الرئيس الحريري لا بد وأن تتلاقى مع ما أكدته قوى سياسية وازنة، ولا سيما تيار رئيس الجمهورية و" حزب الله "، وكذلك العديد من القوى السياسية التي رفعت شعار مواجهة الفساد علانية.
وإذا ما أخذنا في الاعتبار السجال السياسي الذي شهده البرلمان حول الفساد وتعطيل مسيرة الدولة، لا بد من التأكيد على انعكاسات التعطيل الذي حكم مؤسسات الدولة في السنوات الماضية، وهنا كان الحريري واضحا حين أشار إلى أن البلد دفع طيلة السنوات الماضية كلفة حروب وصراعات وتعطيل وفوضى وعدم استقرار، وكلفة تغليب مطالب الطوائف على حقوق الدولة. لم تمر سنة واحدة من دون مشاكل وأزمات، ونتحدث وكأن المؤسسات كانت تسير بانتظام كالساعة، والانتخابات النيابية تجري في موعدها، ولم تتأخر أربع سنوات، وانتخابات رئاسة الجهورية لم تتعطل سنتين، وتأليف الحكومات، إذا أردنا أن نجري حسابا، نجد أنه تطلب ثلاثة أو أربعة أعوام. هل تعتقدون أن كل ذلك دون ثمن"؟ وأضاف: "فقط للمقارنة، في العام 2010، كان لدينا نمو بنسبة 8 بالمئة، أي أننا لو لم نختلف كقوى سياسية لكان بات الناتج المحلي اليوم 75 مليارا، وبالتأكيد لم يكن الدين بهذا الحجم".
ما أكد عليه الرئيس الحريري جاء بمثابة "تشريح" لواقعنا اللبناني برمته من السياسة إلى الاقتصاد، واكتشاف الداء يعني أن العلاج بات ممكنا، وفي المحصلة ثمة مسؤولية مشتركة لمواجهة كل الاختلالات والفوضى وما ترتب عليهما من نتائج وكوارث نعيش اليوم تبعاتهما، ما يعني أن فرصةالإنقاذ متاحة والعبرة في الخواتيم!