تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بعد عدوان تموز (يوليو) 2006 على لبنان، أشارت مراكز أبحاث داخل الكيان الصهيوني إلى أن الإسرائيليين يثقون بكلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله أكثر من ثقتهم بقيادتهم السياسية والعسكرية، فالتجارب مع المقاومة أكدت للإسرائيليين أن ما يعد به السيد نصر الله يتحقق، من تحرير الأسرى اللبنانيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية إلى تحرير الأرض، وهذا يدل على إفلاس قادة العدو وحروبهم الخاسرة على لبنان.
من هنا، نتلقف اليوم ما قاله السيد نصر الله في كلمته في مهرجان "هداة الدرب" وتأكيده على أهمية الحرص على أجواء الحوار الداخلي والتعاون والإبتعاد عن السجالات و"النكايات"، وأن "ما نريده هو حل مشاكل الناس"، وأعلن ان "المعركة الحقيقية اليوم هي ضد الفساد المالي والهدر الإداري".
مثل هذا الإعلان يعني أن "حزب الله" قرر مسألتين أساسيتين، الأولى، تهدئة الساحة الداخلية، والابتعاد عن السجالات و"النكايات" يمهد السبيل لاستقرار هو اليوم حاجة ملحة لاستعادة الثقة بلبنان وتوفير المناخ المؤاتي لدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام بعد سنوات من التأزم على وقع الأزمة السورية، والثانية، محاربة الفساد، وهذا يعطي أملا بأن الأمور لن تظل متروكة، وأن يتبنى " حزب الله " هذه المعركة فلنا ملء الثقة أننا سنشهد تطورات كثيرة في هذا الملف، خصوصا مع ما يملك الحزب من معطيات ستكون في عهدة القضاء المختص.
لم يتبنَّ السيد نصر الله معركة مواجهة الفساد كشعار، مؤكدا "جدية حزب الله في خوضها"، وهذا يعني أن هذه المعركة باتت على أجندة المقاومة، ولفت نصر الله إلى أن المعركة "بدأت في جلسات المجلس النيابي في مناقشة البيان الوزاري ومنح الثقة للحكومة"، متوقفا أمام ملف الـ 11 مليار دولار، قائلا: "سنتابعه للآخر"، عارضا "العناوين العريضة للمعركة ضد الفساد، وأبرزها حماية أموال الشعب اللبناني، لأننا نريد استرداد المال المسروق ووقف الهدر اليوم"، رافضا في الوقت عينه "التشهير بأسماء المتهمين بالفساد قبل التحقيق في القضاء، وفي حال توانى القضاء عن عمله سنذهب الى الإعلام أو الشارع لأننا نريد أكل العنب وليس قتل الناطور".
ما قاله السيد نصر الله اليوم، تلقفناه بفرح وثقة، وكنا وقد أشرنا إليه في موقع "الثائر" قبل أشهر عدة، يوم ذكرنا أن المقاومة في نضالها ضد العدو الإسرائيلي لا يجب أن تتغاضى عن مواجهة التحديات الاجتماعية، وأن محاربة الفساد لا تقل أهمية عن محاربة إسرائيل، وقلنا أكثر، بأن تعزيز الاقتصاد وإراحة الساحة الداخلية هما جزء من مشروع المقاومة، ونضيف اليوم ونقول بأننا نثق بكلام السيد نصر الله، على أن تتبنى سائر القوى السياسية خيار محاربة الفساد في معركة طويلة ولن تكون سهلة.