تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
منذ بدء مشارات التأليف قبل نحو تسعة أشهر إلى إعلان تشكيلها لم نسمع ما يفرح ويطمئِنْ، فالحكومة اليوم أدارت محركاتها وسيبدأ تشغيلها قريبا، والبيان الوزاري أنجز دون مشادات وخلافات كان يمكن لو حضرت أن تستهلك وقتا نحن بأمس الحاجة إليه، فالانتظار صار صعبا ويشتمل على محاذير عدة ومخاطر جمة.
اليوم، وما عاد ثمة موجب للتأخير، فالحكومة حددت أولوياتها وضمنتها بيانها الوزاري وستحضر في مجلس النواب طالبة الثقة، وإن كان المطلوب يتخطى البرلمان لتحصل في وقت قريب على ثقة مواطنيها، وتقرن القول بالفعل بإرادة واحدة عنوانها إلى العمل در.
ويبقى أن تستفيد الحكومة من أخطاء سابقتها، على قاعدة أن الوزراء ممثلون لجميع الناس وليس لفئة، بمعنى الابتعاد عن الكيد السياسي، فالبلد لا يمكن أن ينطلق ليواجه أزماته بتكريس أجواء من الانقسام وإشاعة البلبلة وتعطيل مصالح الناس، ومن ثم لا بد من تبني معيار الشفافية في كل القضايا، ورفع اليد عن القضاء ليكون أمامه هامشا ليقوم بدوره في محاسبة الفاسدين، لأن أي إنجازات يمكن أن تتحقق تفقد أهميتها فيما لو استمر الفساد حاضرا، وهنا نتطلع إلى ما وعد به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، بأن لا تغطية لفاسد ما يبقي فسحة من الأمل تشي بأننا قادرون على مواجهة واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، برؤى خلاقة وعين ثاقبة وإرادة قوية.
ونعرف أن الحكومة قبلت التحدي من خلال ما تبنت من عناوين أهمها الاصلاحات وتصحيح العجز الاقتصادي والمالي، فضلا عن تبني أولويات في مجال الأموال التي سيؤمنها برنامج الانفاق الاستثماري لـ "سيدر"، وهنا لا بد أن يترافق العمل مع لحظ كل أسباب الهدر التي كانت قائمة سابقا، ذلك أنه ما عاد بالإمكان تحميل لبنان تبعات الهدر دون مساءلة ومحاسبة، أخذا في الاعتبار أن لبنان بات اليوم تحت مظلة رقابية دولية، وصار من الضروري الالتزام بشروط واضحة ومشددة كي لا نحمل الأجيال الطالعة عبء دين عام قارب المئة مليار دولار.
إلى العمل، نرديه شعارا محصنا بالقانون، لأننا اكتوينا كمواطنين بتجارب سابقة، ونكتوي اليوم بما خلفته الإدارة السيئة لمرافق ومؤسسات الدولة، ونتطلع إلى ما يؤسس للبنان المواطنة، بعيدا من ممارسات لم تفضِ لغير الفوضى، ونتمنى أن نلج الطريق الحقيقي إلى الإصلاح، فهذا الحلم وهذا المرتجى.