تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
خاص "الثائر" - *فاليري ريابيخ
إن تطوير العلاقات الثنائية بين أوكرانيا ولبنان، وقبل كل شيء، التجارية والاقتصادية، أمر مفيد لكلا البلدين. ويمكن تسهيلها تكثيفها وتحفيزها من خلال التعاون العسكري - التقنيMTC) ) والحوار النشط بين ممثلي قوات الأمن اللبنانية والشركة الحكومية اوكروبرونوبرمUkroboronprom ، كما سيكون توقيع اتفاقية حول التعاون العسكري بين وزارتي الدفاع في البلدين بمثابة تعزيز فعال للتعاون التقني والفني بينهما.
في الآونة الأخيرة، قامت أوكرانيا بتوسيع جغرافيا العلاقات التجارية والاقتصادية. وقد تم تسهيل ذلك، بالتوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. كما دفع انقطاع العلاقات مع الاتحاد الروسي، بسبب عدوانها على أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم، رجال الأعمال الأوكرانيين على السعي بنشاط إلى إيجاد روابط اقتصادية وأسواق جديدة لمنتجاتهم. وهذا ينطبق تماما على القطاع الخاص الأوكراني في تطوير وإنتاج الأسلحة الحديثة والمعدات العسكرية، التي تكتسب زخما يشكل الشرق الأوسط أحد اهم المناطق، حيث تجد منتجات الشركات الأوكرانية رواجاً وسعاً، وهناك إمكانات كبيرة لتوسيع سوق السلع والخدمات الاوكرانية. ويعتبر لبنان من اهم الطرق التي تمر بها البضائع الأوكرانية، ولكن وللأسف، لا يتم الاهتمام الكافي على المستوى الحكومي بتنمية العلاقات بين البلدين، على الرغم من وجود الروابط الودية بين الأوكرانيين واللبنانيين خلال حقبة الاتحاد السوفياتي.
إن تطوير التعاون مع لبنان يمكن أن يوسع الصادرات الأوكرانية ليس فقط لهذا البلد فحسب، ولكن أيضا يساعد على تعزيز مصالح أوكرانيا في المنطقة ككل، لأنه ليس عبثاً يُسمّى لبنان "بوابة الشرق الأوسط"، ففيه تتركز المؤسسات المالية التي تخدم الأعمال في الشرق الأوسط.
يعنبر التعاون العسكري الذي لم يتم تفعيله حتى الآن من أبرز المجالات التي تهم البلدين، ويمكن لأوكرانيا ان تساهم في تجهيز القوات المسلحة اللبنانية وتصدير الاسلحة والنظم الحديثة ومشاركة نتائج الأبحاث العلمية والتجارب العملية مع لبنان وكذلك العمل من اجل تطوير صناعات مشتركة وتحديث وصيانة الاسلحة القديمة ورفع قدرات لبنان الدفاعية والأمنية
لقد ساهمت اوكرانيا من خلال قوات الامم المتحدة (يونيفل) في حفظ السلام في جنوب لبنان، وقدمت الكتيبة الاوكرانية خدمات مدنية وعسكرية وعملت على تعزيز اواصر الصداقة مع سكان المنطقة الذين ما زالوا يذكرونها ويحافظون عليها، وكذلك ساهمت في بسط سيادة الدولة على أراضيها
واضح ان التعاون العسكري التقني يجب ان يتم بالتدرج لكن يجب ان يكون هادفاً ويأخذ في الحسبان الواقع السياسي والعسكري في المنطقة ويرتكز الى تاريخ العلاقات الجيدة بين البلدين
ويجب ان تنصب الجهود على زيادة التعاون والاعمال التجارية وتقديم الخدمات النوعية والممتازة وقد يكون أفضل طرق التعاون هو البدء بتبادل البعثات على مستوى وزارة الدفاع وباقي القوى المسلحة اللبنانية مع اوكرانيا والشركة الحكومية (Ukroboronprom) المكلفة بالتعاون العسكري الخارجي. وقد تمهد هذه الاجتماعات الى عقد لقاءات بين كبار المسؤولين تؤدي الى توقيع اتفاقات تعاون مشترك ضمن احترام قرارات الامم المتحدة وغيرها من القوانين الدولية التي تتطبق على البلدين.
وفقاً لقرار الامم المتحدة رقم ١٧٠١ يمكن توريد الأسلحة إلى لبنان وفقاً لما تسمح به الحكومة اللبنانية، مما يتيح المجال بتزويد القوات المسلحة اللبنانية الشرعية بالأعتدة اللازمة، وفي هذا الإطار يمكن لأوكرانيا ان تقدم إلى الجيش اللبناني وقوات الأمن أسلحة ومعدات قد تشكل مجال اهتمام لهذه القوات، وهي تتدرج من الاسلحة الفردية والخفيفة إلى الرشاشات من مختلف العيارات كتلك الت تصنعها شركة tehimpex للأبحاث والإنتاج، وكذلك العربات المدرعة رباعية الدفع مثل Varta و Dozor و Bars-8 و Kazak والتي يتم استخدامها في الجيش الاوكراني منذ فترة، وقد تم اختبارها في العمليات القتالية وجرى تنفيذ التحسينات اللازمة عليها، وكذلك القنابل اليدوية وقاذفات القنابل واجهزة المراقبة والرصد واجهزة التشويش الراديوي، مثل Garant-M وانظمة الرادار التي تنتجها شركة GP-SVTF Progress ، واجهزة حفظ واسترجاع المعلومات وكشف الجرائم وتعقّب المجرمين.
كما يمكن التعاون في المجال البحري حيث يمكن ان تقدم اوكرانيا القوارب والطرادات الحربية للجيش اللبناني من فئة Gyurza-M وKalmar وLan وغيرها، وانظمة وأسلحة السفن والملاحة والاتصال والرادارات البحرية، وقد تكون البحرية اللبنانية مهتمة بالتعاون مع مركز الأبحاث وتصميم السفن الاوكراني الذي يقوم بتنفيذ وبناء منصات بحرية عالية السرعة، وموافقة تماماً لاعلى المعايير والمتطلبات العالمية الحالية.
وبطبيعة الحال يوجد مصلحة واهتمام من قبل الشركات الاوكرانية للعمل مع وزارة الدفاع اللبنانية، وخاصة مركز LUCH للتصميم والإنتاج، ونحن على ثقة بأن منتجاته مهمة للجيش اللبناني خاصة الصواريخ المضادة للمدرعات المتطورة نوع Skif، وصواريخ كورسير الخفيفة المحمولة وقاذفات القنابل والهاون، مع الإشارة إلى ان الاسلحة الاوكرانية اضافة إلى كونها تتسم بنوعية ممتازة وعالية الدقة في الإصابة، فلديها جاذبية السعر التنافسي الذي يلائم معظم الدول ذات الإمكانات المالية المحدودة.
ويمكن للجيش اللبناني الاستفادة من التجربة الاوكرانية التي قادت عمليات تحديث الأسلحة السوفياتية، وخاصة فيما يتعلق بتحديث الدبابات نوع ت-٥٥ مما يجعلها ذات كفاءة عالية في ساحة المعركة تفوق ما تتمتع به دبابات ت-٧٢ غير المحدثة، ويمكن تحقيق هذا العمل مقابل مبالغ مالية بسيطة مقارنة بتكلفة شراء دبابات جديدة، كما يمكن تنفيذ هذا التحديث في المراكز اللوجستية التابعة للجيش اللبناني دون حاجة إلى نقل الدبابات إلى الخارج، كما يمكن زيادة التعاون العسكري في مجال التدريب لعناصر القوات المسلحة اللبنانية في المعاهد الأوكرانية.
وتجدر الإشارة إلى ان جميع مجالات التعاون مفتوحة خاصة لجهة زيادة حجم التبادل التجاري والسياحي والثقافي والعسكري، وقد تفتح آفاقا جديدة وهامة.
لا جدال ان تكثيف التعاون بين لبنان واوكرانيا سيعود بالفائدة على البلدين ولقد تأسست لجنةحكومية للتعاون الاقتصادي والتجاري وتم توقيع اتفاق في ٢٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٩٦، لكن هذه اللجنة لم تعقد سوى اجتماعين كان آخرهما عام ٢٠١١ في بيروت، ثم على هامش ذلك، عقدت اجتماعات منتدى الاعمال وتم الاتفاق على التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والمصارف والضرائب وإصدار الشهادات والصناعة والنقل والبناء والطاقة والزراعة وإدارة المياه البحوث الجيولوجية والتعليم والتكنولوجيا والصحة والسياحة وتحسين الإطار القانوني وغيرها .
ومع الأسف لم تسع حكومات البلدين لاستئناف عمل هذه اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري، لكن المتحمسين من كلا الطرفين قدموا مساهمتهم في تطوير العلاقات، ويذكر ان المزارعين اللبنانيين والأوكرانيين اظهروا نشاطاً عظيماً في العمل المتبادل في أسواق اوكرانيا ولبنان.
*مؤسس ومدير التطوير في مركز الدراسات والاستشارات الاوكراني défense express