تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
أحدثت دعوة الشيخ ناصر الدين الغريب إلى القمة العربية التنموية في بيروت صدمة لدى غالبية أبناء طائفة الموحدين الدروز، خصوصا أولئك الذين انضووا في رحاب المؤسسة الدينية الرسمية، أي المجلس المذهبي للطائفة، والذي جاء بالاقتراع من قبل النخب ومن يمثلون حيثية اجتماعية، أي حملة الإجازات الجامعية وطبقة الإنتليجنسيا (أطباء، محامون، مهندسون وصيادلة... الخ) وأعضاء المجالس البلدية، وهم منتخبون أساسا وجاءوا إلى مواقعهم بالاقتراع لا بالتعيين.
وجاءت هذه الخطوة لتشعل مواقع التواصل الاجتماعي وتصب النار على زيت الخلافات الدرزية – الدرزية، وهذا ما لا يتمناه أحد، لا على مستوى طائفة الموحدين ولا على مستوى أي طائفة لبنانية، خصوصا وأن المطلوب في هذه الفترة التهدئة والتفرغ لشؤوننا الداخلية، فيما نواجه استحقاقات داهمة تفترض التلاقي بدلا من التنابذ، والتعاضد بدلا من التفرقة.
في انتخابات المجلس المذهبي الدرزي السابق، يوم كان ثمة تفاهم في حده الأدنى بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" طلال أرسلان ، لم يرض الأخير بما قدمه جنبلاط لجهة أن يضم المجلس نحو الثلث من مناصريه، لكن الأخير رفض طالبا المناصفة، ولم تفض الاتصالات إلى أية نتيجة، فجرت الانتخابات وكانت الغالبية من مناصري ومؤيدي جنبلاط ومستقلين، وجاءت المقاطعة بسبب أن أكثر من ثلثي الدروز يميلون إلى المختارة، خلافا لما كان عليه الحال قبل العام 1975، فالوزير والنائب الراحل مجيد أرسلان كان يثمل غالبية الدروز في قضاء عاليه، فيما الزعامة الأرسلانية اليوم خسرت في إحدى الدورات الانتخابية يوم حل فيصل الصايغ نائبا بديلا من أرسلان الذي خسر مع كامل القائمة التي حظيت وقتذاك بدعم الوصاية السورية وضمت شخصيات وازنة.
لا نعلم كيف يمكن مواجهة هذه الإشكالية المتمثلة الآن بوجود شيخ عقل أصيل جاء من خلال عملية ديموقراطية وشيخ عقل مسمى من قبل أرسلان، ما يعني أن فتيل الأزمة سيظل مشتعلا، ولا نعلم ماذا يعيق الدروز غير المقتنعين بالديموقراطية من المشاركة في انتخابات المجلس المذهبي، فلكل حجمه التمثيلي بحسب ما تلفظه صناديق الاقتراع.
وفي المقابل، لا شرعية في القانون والدستور لشيخ مسمى من قبل ما يعرف بـ "لقاء خلدة"، والإرث القديم الذي يقول بشيخي عقل طواه الزمن، فلا أعراف فوق القانون، ولا يعني ذلك أن ثمة موقفا من الشيخ الغريب، لكن منطق الأمور يقول بـ "العقل" ولصالح شيخ عقل واحد منتخب يمثل جميع الموحدين من الطائفة الدرزية، وليس ثمة من هو بقادر على تعويم أي شخصية بالأعراف والتقاليد، فالزمن تغير ولا يعود إلى الوراء!