تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
مع التحذير الذي أطلق اليوم خلال انعقاد القمة الاقتصادية التنموية العربية في "إعلان بيروت"، ولا سيما فيما يتعلق بتفاقم أزمة اللاجئين والنازحين في الدول العربية، وما يترتب عليها من أعباء اقتصادية واجتماعية، يتأكد كم أن القمة كانت تمثل حاجة ملحة للبنان، وكم كان من الضروري تعبئة الجهود لتوظيفها بالشكل الذي يساعد الدولة على مواجهة تداعيات النزوح السوري إلى لبنان، اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا، لا أن نضع العصي في "دواليبها" وكأن القمة تخص كوكب المريخ!
وبعيدا من واقع لبنان الاقتصادي وما يعصف به من أزمات، فإن الذين عطلوا ووضعوا العراقيل وجربوا تمييع هذا الحدث العربي، كانوا بعيدين عن أخطار تتهدد لبنان، فقد أكدت القمة أن مسؤولية النازحين السوريين هي مسؤولية العرب جميعا، وهذا ما يعني وضع خطط لتخفيف الأعباء عن لبنان والأردن والدول المعنية بمسألة النزوح السوري، وكان يمكن أن يكون صوت لبنان أعلى فيما لو تصالح اللبنانيون والتقوا على حد أدنى من التفاهم لتغليب مصلحة لبنان على مصالح آنية، وفي بعض الأحيان خاصة ومحكومة بأهواء أضعفت الساحة المحلية وأربكت رئيس الجمهورية الساعي لإيصال السفينة إلى بر الأمان.
وسيبحث ممثلو الدول الأعضاء في الجامعة العربية اليوم سبل إقرار "إعلان بيروت"، وتضمن في بعض بنوده الالتزام الكامل بمشاريع القرارات للقمم العربية التنموية السابقة، وكذلك دعوة القادة العرب إلى ضرورة تكاتف جميع الجهات الدولية المانحة والمنظمات المتخصصة والصناديق العربية من أجل التخفيف من معاناة هؤلاء النازحين واللاجئين، وتأمين تمويل تنفيذ مشاريع تنموية في الدول العربية المستضيفة لهم من شأنها أن تدعم خطط التنمية الوطنية، وتساهم في الحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذه الاستضافة المؤقتة.
كما نوّه الإعلان بـجذب المزيد من الاستثمارات العربية والدولية في الدول المستضيفة، وسط إشادة باعتماد الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، وكذلك الاتفاق العالمي للاجئين.
مرة جديدة أضاع لبنان فرصة كان يمكن ترجمتها على نحو أفضل، وكان يمكن أن تكون القمة سانحة لحشد الدعم العربي وسط ما يواجه من أزمات، أبعد بكثير مما شهدته بعد أن تراجعت حضورا إلى ما دون الصف الأول، أي مع رؤساء وأمراء وملوك، وهذا ما يتطلب مواجهة المرحلة المقبلة بمسؤولية تتطلب تشكيل الحكومة والخروج من نفق التعطيل، خصوصا وأن القمة فضحت لبنان السياسي وأظهرته عاجزا ومنقسما تتلاطمه مصالح زعمائه وأهواء مسؤوليه!