تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
رب سائلٍ يسأل لماذا اعتذر عن حضور القمة الاقتصادية التنموية العربية في بيروت ثمانية رؤساء كانوا قد أكدوا مشاركتهم في وقت سابق؟ مصادر دبلوماسية عربية عزت الأمر إلى الخلاف المتعلق بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، خصوصا وأنه لا يوجد اتفاق عربي يجمع على عودة دمشق إلى الجامعة حتى الآن، وهذا جزء من المشكلة، لكن الأمر أبعد من ذلك بكثير.
لا تزال سوريا ممسكة ببعض خيوط الأزمة السياسية في لبنان، وتحت عناوين فضفاضة تحسن توظيفها بوصاية بعيدة، كأن تكون "ملائكتها" حاضرة دائما، ووجدنا كيف أن البعض طالب بتأجيل القمة كرمى لعيون دمشق، وبعضهم الآخر نظَّر لدور سوريا وباندفاع وجدنا فيه تقديم مصلحة سوريا على مصلحة لبنان، علما أن حضور سوريا في حاضرة العمل العربي أكثر من ضروري، وهذا الموقف عبر عنه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل كما يليق بدولة تحترم خصوصياتها ولا تتنكر لأي من الدول العربية، وكان الأجدى أن يكون موقف الوزير باسيل المعبر الوحيد عن موقف لبنان الرسمي، لا أن تطالعنا بيانات ومواقف لصرفها في التوظيف السياسي المعروف الأغراض والدوافع.
من هنا، تسللت سوريا عبر بعض حلفائها في لبنان لإفشال القمة، لتوصل رسالة إلى الدول العربية بأن لا قمة ناجحة في غيابها، وأن العمل العربي لا ينتظم ودمشق بعيدة عن حاضنتها العربية، وهذا صحيح، لكن أن يكون لبنان صندوق بريد فهذا أمر غير مقبول، وكان يمكن لسوريا أن توصل رسائلها مباشرة وليس عبر السعي لتظهر أن لبنان عاجز عن أن يكون قادرا على تنظيم قمة ناجحة، فهل يُراد للبنان أن يكون تابعا وسهل الانقياد لمحاور في المنطقة؟
ولا بد من الإشارة في هذا السياق، وبعد ما شهدنا من وقائع وتطورات، إلى أن الرهان على القمة الاقتصادية التنموية التي ستلتئم غدا في بيروت تراجع فعلا، بسبب الانقسامات اللبنانية وتزايد المخاوف على الاقتصاد اللبناني، في ضوء تعثر محاولات تأليف الحكومة، وفي هذا الإطار، وبعد الفراغ من مؤتمر القمة الاقتصادية، ستتجه البوصلة السياسية مجددا إلى الملف الحكومي، وما عاد خافيا على أحد أن الملف سيتحرك تأليفاً أو تصعيداً، لكنه لن يبقى مركونا في ثلاجة الانتظار.
وتبقى الإشارة إلى أن القمة في بيروت ستنعقد بمن حضر وبينهم أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني الذي قرر المشاركة في اللحظة الأخيرة، أما سوريا فقد أوصلت رسالة عبر وكلائها الداخليين!