تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يبدو أن المنخفض الحكومي مستمر ولا مؤشرات لانفراجات قريبة، وفقا للأرصاد السياسية الموثوقة، رياح شديدة وأمواج عالية، عواصف عاتية وسط توقعات أن يسود الصقيع وتتدنى حركة الاتصالات إلى ما دون الصفر، ما يعني أن ثلوج المواقف تعرقل المشاورات، باستثناء مسؤولين مجهزين بكاسحات الجليد، وما استجد مؤخرا يؤكد أن ثمة من يتحمل المسؤولية عما وصلت إليه الأمور من جمود وتجمد مع كتل هوائية باردة مصدرها دول الجوار.
ومن هنا، بدا وكأن الطبيعة تتماهى مع الطقس السياسي، ثلوجا تقطع الطرقات، ومواطنين تقطعت بهم السبل فعلقوا وسط الثلوج المتراكمة، تماما كما تتراكم المواقف في طريق الحكومة، مع فارق بسيط، وهو أن غضب الطبيعة يجلب الخير ويبشر بربيع واعد، فيما غضب السياسة يحل لعنة على لبنان واللبنانيين.
وإذا أخذنا في الاعتبار تطورات الطقس "الكانونية"، نجد أن أن المسؤولين مصابون بالبرودة في عز الصيف، خصوصا وأن صيفا حارا مر على لبنان وظلت خلاله المواقف محكومة بالصقيع، قبل أن تتجمد الاتصالات على برودة "اللقاء التشاوري" وتدني حرارة الثلث الضامن، فجاء معطلا لولادة حكومة نراها اليوم تلفظ أنفاسها أو تكاد تتجمد من بَـرْدٍ لئيم وقارس، ومن بَرَدٍ يتساقط كحجارة تثقب خيمة الدولة، وسط مخاوف من أن تشلعها رياح تدنو من أن تكون أعاصير تتبعها صواعق وانزلاقات، فنصبح نحن من اكتوينا بثلج التعطيل عراة من خمة نلوذ إليها طمعا بدفء مفقود.
يحتاج اللبنانيون في هذه الفترة أن ينعموا بدفء الاستقرار والأمان، أما العاصفة "نورما" فيتصدون لها بفرح وهم يلاقون ثلوجها وخيراتها بعد طول انتظار، وبعد سنوات من القحط والشحائح، وليست العاصفة الأولى ولا الأشد بين عواصف ثلجية سابقة كادت تلامس الساحل، ولن تكون الأخيرة أيضا، وأكثر من يلحق الضيم باللبنانيين عواصف السياسية ومكائدها، وما هو ماثل اليوم خير دليل على أن "نورما" أكثر رأفة ورحمة على اللبنانيين من طبقة سياسية متجمدة بصقيع الغايات والمصالح.
ويستبد بنا الخوف أن تكون الدولة نموذجا عن الباخرة العملاقة "تيتانيك"، تلك التي قيل عنها أنها عصية على الغرق، لكن لم يتوقع أحد أن تتحطم أمام جبل من جليد، ولا نزال نعلق آمالا كبيرة على ربان سفينتنا الرئيس ميشال عون ، وهو القادر أن يبقي سفينة الدولة في أمان، بعيدا من مسطحات الجليد العائمة على سطح الدولة.