تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
أشار تقرير نشره موقع "ناشونال جيوغرافيك" العلمي إلى أن الاحتفال في بيروت احتل المركز السابع عالميا من بين أجمل عشرة احتفالات لليلة رأس سنة، وبحسب الموقع أيضا، فقد كان لبنان البلد العربي الوحيد على القائمة.
بالتأكيد سيهلل المسؤولون بدءا من اليوم لهذا "الإنجاز" غير المسبوق الذي أوصل لبنان إلى العالمية، وسيتغنون بما حققوا من طموحات شعب بزَّ وتخطى دولا عظمى في استحضار فرح الأعياد خلال لحظات العبور إلى السنة الجديدة، وكأن لبنان هو فقط "الداون تاون" ومتفرعاته غربا وشرقا وجبلا، وسيصورون لنا أن الزينة هي تلك التي تزدان بها الأحياء والساحات، فيما الزينة الحقيقية هي التي تتسلل إلى قلوب اللبنانيين، أمنا واستقرارا ورفاهية وراحة بال.
لا اعتراض على الزينة، فمن لا يتقن استحضار معالم الفرح والجمال لا يمكن أن يكون أهلا للحياة، لكن من حقنا أن نسأل ألم يكن تشكيل الحكومة نوعا من الزينة أكثر تعبيرا من إضاءة الشوارع والساحات والمطارح؟ وهل ممنوع علينا أن نفرح بـ "زينيتن" معا، واحدة تمتع العين، وثانية تطمئن القلوب وتطفىء الهواجس وتجعل لبنان مشرعا على حل ومواجهة أزماته؟
بالإشارة إلى تقرير الـ "ناشيونال جيوغرافيك"، لا يدرك من بدأ الترويج لهذا الإنجاز "التاريخي" أن اختيار احتفالات بيروت لتكون من بين أجمل عشرة احتفالات لليلة رأس سنة، لم تستند فيها إلى الزينة بشكل مجرد، فثمة عشرات الدول أسرفت بزينتها ولم تكن موضع اهتمام الـ "ناشيونال جيوغرافيك"، التي وثقت معالم جمالية لا نراها إلا في عدد قليل جدا من الدول.
لقد تم اختيار بيروت لما عكست زينتها من جمال بدت فيه بمساجدها وكنائسها أقرب ما تكون إلى "لوحة إنسانية" قلما نشهد مثيلا لها في دول العالم، بمعنى أن زينة لبنان الحقيقية موجودة أصلا، وأكثر ما قام به المهللون – ومن سيهللون – لهذا السبق العالمي هو أنهم أضاءوا "معالم لبنان الروحية"، فجاءت لوحة أخاذة استوقفت عينا خبيرة رصدت المعنى الحقيقي لأعياد العالم، وسط حروب وفوضى وانهيار قيم إنسانية في عالم يمارس أقصى صنوف التعصب.
ننتظر في هذا العام أن يستعيد لبنان زينته الحقيقية، وهذا يفترض عدم وضع العصي أمام عجلة الدولة.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"