تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
لا يكفي أن نتبنى شعارا ونرفعه على قاعدة أننا موجودون ولا نعترف باليأس، ولا يكفي أيضا أن نوزع التفاؤل يمينا وشمالا دون أن نبادر لصناعته، أي لتكريسه واقعا ملموسا على أرض الواقع، لا في الصالونات، ولا في الأدعية والصلوات فحسب، فالتفاؤل المرتجى ليس مجرد تمنيات، وإنما هو عمل دائم ودؤوب، وهو بهذا المعنى نضال يتطلب إراداة من فولاذ، وتصميما وقوة كبيرين، ويتطلب كذلك الجرأة في مقاربة كل القضايا.
انطلاقا من هذا المنظور لمفردة التفاؤل، وأيضا للتفاؤل كفكرة وتصور، نصل إلى ما يلخص مسيرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الحافلة بعطاءات وتضحيات في محطات كثيرة، ومعه نتأكد أن التفاؤل صناعة لا تمنيات ولا أمنيات، ونتأكد كذلك أن التفاؤل تصميم لا تفت من عضده صعوبات وأزمات، يقيننا أن الرئيس يحمل ما يطمئن هواجسنا، ويُبقي بابَ الأمل مشرعا على ما يحقق طموحنا في وطن يرابض عند تخوم أحلامنا كلبنانيين دائمي التطلع إلى غد نريده أكثر إشراقا.
ومن هذا المنطلق، فإن اللبنانيين بمختلف أطيافهم مدعوون اليوم إلى مؤازرة الرئيس، وثمة مسؤولية تطاول سائر القوى السياسية المفترض أن تظهر حسن نوايا بعيدا من تشنجات تعيق مسيرة الدولة، وما شهدناه خلال سبعة أشهر من مناكفات على خلفية تشكيل الحكومة لا يخدم أحدا، وما هو مطلوب فور إعلان التشكيل الحكومية أن تتضافر الجهود من أجل التصدي لأزمات واستحقاقات كبيرة، وأولها، ما هو على صلة بالواقع الاقتصادي، وكان الرئيس عون واضحا في هذا المجال، وقد أكد بالأمس أن مسار الاصلاح سيستكمل بعد إقرار عدد من القوانين الضرورية في ما يتعلق بالشفافية وغيرها، والتي من شأنها تسريع وضع مقررات مؤتمر "سيدر" موضع التنفيذ، منوها إلى أن المشاريع الكبرى التي اعتمدتها خطة النهوض الاقتصادي سيتم الانطلاق بها فور تشكيل الحكومة.
من هنا، كل الآمال معلقة على حكومة قادرة على ترجمة التفاؤل إلى مشاريع وإنجازات، وثمة سانحة يمكن أن تُـــخرج لبنان من الجمود إلى ما يعزز بناء نهضة حقيقية، تبدأ بمحاربة الفساد وترشيق وتطوير عمل الإدارات والمؤسسات الرسمية، وبالتصدي لمشكلات تؤرق المواطنين من لقمة العيش إلى الصحة والتربية، وإلى مواجهة أسباب البطالة واستعادة من اغتربوا بحثا عن فرصة عمل، وتوفير الأجواء السليمة لجذب الاستثمارات وتطوير قطاعات الإنتاج.
وإذا كان الرئيس عون يتقن صناعة التفاؤل، فعلى جميع اللبنانيين ملاقاته ليزهر التفاؤل ثمرا وخيرا وإنجازات، وليبدأ التغيير الحقيقي ويأخذ الإصلاح مساره الطبيعي في سياق استعادة لبنان من خيبات مضت، ونتمنى ألا تعود!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"