تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
ممنوع أن يُـحاسبَ من يلوثون نهر الليطاني ، لكن أن يموت الناس فلا مشكلة، مصالح أصحاب المصانع أهم بكثير من حياة من قضوا بأمراض وممن ينتظرون، أما داعمو الفساد فنواب أشاوس انتخبهم الشعب، شقّ عليهم أن يُسجنَ رئيس بلدية بعد أن أُدين بادعاءات وتغطية لمصنع هو أحد مالكيه، ليكون في منأى عن التحقيق والمساءلة، وكي لا يمضي "الويك الإند" قيد الاعتقال، فاستخدموا سلطة منحهم إياها الناس لمحاربة الناس، انتفضوا لصالح من يجلب الموت، وتنكروا لمن يموتون.
ثلاثة نواب انتفضوا دفاعا عن الملوِّث، ثلاثة نواب يمثلون ثلاث كتل في البرلمان بينهم "ما صنع الحداد"، فإذا بهم يجتمعون ويتحدون خارج العدواة السياسية ليحموا الفساد ومن يفسدون ويلوثون ويعيثون في الأرض خرابا، ثلاثة نواب "عوني" و"حزب الله" و"قواتي" راعهم أن يسلك القضاء طريقه نحو المحاسبة وتطبيق القانون.
المعركة بدأت فلمن ستكون الغلبة؟ هذا هو السؤال اليوم، كي لا نتجه "نحو المهوار" كما أعلن بالأمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ونحن بين فرصة أن تستعيد الدولة حضورها أو أن نظل محكومين بالفساد والتلوث برعاية نواب الأمة وأصحاب الهِمَّة!
كيف نتجنب "المهوار" طالما أنه ما إن أوقف القضاء المختص صاحب مصنع واحد من المتهمين بالتلوث، حتى انتفض من يغطون الفساد، ثلاثة نواب من زحلة توجهوا إلى قصر العدل، متكاتفين ومتضامنين وسهروا على ضمان خروج سالم للمتهم كي لا يتكدر مزاجه حتى مطلع الأسبوع؟
ما حصل في زحلة أمس أبعد بكثير من قضية نهر يستبيحه الملوثون، والليطاني عنوان وبداية، وننتظر موقفا واضحا من "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"حزب الله"، من موقع المسؤولية المعنوية حيال مسرحية الأمس، لنطمئن بأن محاربة الفساد ليست شعارا انتخابيا فحسب، وإنما هي التزام سياسي واجتماعي وقِيمي وأخلاقي.
ما حصل في زحلة أمس فضيحة نضعها برسم رئيس الجمهورية، على أمل أن ينقل إليه المقربون حقيقة ما حصل ويحصل، ليبني على الشيء مقتضاه، لتكون له الكلمة الفصل، وهو الذي رفض ويرفض حماية الفاسدين، وبالتأكيد لن يقبل بمهزلة جديدة، ولن يقبل بأن تمضي حادثة الأمس وكأن شيئا لم يكن، وكي لا نسير بخطى حثيثة وبملء الإرادة نحو "المهوار" فلا نجد من ينتشل لبنان من براثن الفاسدين والمفسدين!