تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
لا أحد يعلم كيف نبتت لـ "اللقاء التشاوري" أنياب وبات يضع "نقطة آخر السطر"، ويملي شروطه دون مواربة ولا مراعاة لظروف استثنائية يمر بها لبنان، حتى لنكاد نصدق أن توزير من ليس في "اللقاء" سيجلب للبنان الويلات والكوارث وعظائم الأمور، وأن مصير لبنان يتوقف على توزير نائب من الستة المعارضين.
لكن، وفي سياق متصل ثمة سؤال افتراضي، بالرغم من الافتراض لا يبنى عليه في السياسة، ولكنه ضروري أحيانا لمعرفة خفايا الأمور وما التُبِسَ فهمه، وما يبدو منه عصيا على الإدراك أحيانا، والافتراض هنا يتبدى على شكل سؤال: لو غابت حاضنة "حزب الله" لهذا "اللقاء" هل كان يمكن أن يعلو صوته حد تعطيل البلاد واستلاب إرادتها بالحكومة وغيرها؟
سؤال لا يحتاج مشقة البحث عن جواب، فما هو واضح اليوم أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مصرٌّ على موقفه الرافض توزير أحد نواب "اللقاء التشاوري"، حتى ولو من ضمن حصة رئيس الجمهورية، أما نواب "اللقاء التشاوري" السنة يقابلون الإصرار بمثله، ويؤكدون على المشاركة في الحكومة لكسر الأحادية، حتى ولو كلف الأمر تأخير ولادة الحكومة إلى أمد غير منظور، وربما حتى قيام الساعة!
وعلى الرغم من الاتصالات أجراها ويجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، إلا أن ما بدا واضحا في اليومين الماضيين أن التفاؤل الذي عبر عنه الرؤساء عون ونبيه بري وسعد الحريري لم يؤت ثمارا، حتى أن ثمة من رأى أن "حزب الله" آثر الابتعاد عن الواجهة السياسية للاعتراض على الحل الحكومي، وكلف النواب الستة بهذه المهمة.
ما يمكن استنتاجه في هذه اللحظة أن المشكلة القائمة لم تعد متصلة بأحقية توزير أحد نواب اللقاء التشاوري الستة، ولا كيف اجتمع هؤلاء في كتلة برلمانية واحدة، وإنما تخطت ذلك إلى ما يهدد بانهيار الاقتصاد أكثر، لكن يبقى ثمة أمل في مكان ما، خصوصا وأن مبادرة الرئيس ميشال عون مستمرة، ولم تكشف كامل أوراقها حتى الآن، بانتظار عودة الرئيس الحريري ليبنى على الشيء مقتضاه.
وفي هذا السياق، أكد مصدر متابع للشأن الحكومي لـ "الثائر" أن "الرئيس عون سأل النواب الستة خلال لقائه بهم أمس، هل يعرفون خطورة المرحلة وما الذي يمكن حدوثه في حال لم تشكل الحكومة"، ولفت إلى أن "الرئيس شدد أمامهم على ان مصلحة البلد يجب ان تكون اهم من الجميع لا بل تتطلب تضحية الجميع".
حتى الآن لا بوادر مطمئنة، وكل الخوف أن يكون لبنان قد سلك طريق الهاوية، وبئس المصير!