تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون العربية والدولية
فيما عاود عمال التنظيف رفع الزجاج المهشم وسحب هياكل السيارات المحترقة من شوارع العاصمة باريس ومدن عدة، بعد يوم آخر من الاحتجاجات العنيفة، حذرت الحكومة من تباطؤ النمو الاقتصادي، وأكدت السلطات القضائية إنها ستتخذ إجراءات صارمة ضد المتورطين في أعمال النهب والهجوم على الشرطة، بانتظار كلمة سيوجهها الرئيس إيمانويل ماكرون للشعب الفرنسي مساء اليوم الاثنين، وسط توقعات بأن يعلن خلالها عن جملة إجراءات جديدة لامتصاص نقمة متظاهري "السترات الصفراء".
في هذه الأثناء، كثرت التساؤلات حول ما إذا كان ماكرون سيكون في مقدوره تخطي امتحان ولايته الرئاسية، أم أنه سيكون إزاء تحديات أكبر وأخطر، خصوصا وأن دعوات وجهت إلى تظاهرات جديدة السبت المقبل تحت عنوان: "إرحل... ماكرون".
ومن المتوقع أن يجتمع الرئيس الفرنسي مع ممثلين عن النقابات العمالية واتحادات أرباب الأعمال وجمعيات المسؤولين المحليين المنتخبين، في إطار سعيه لصياغة رد على الحركة غير المنظمة التي تعصف بفرنسا، لكن دون وعود يمكن أن تساهم في تهدئة "الثورة الفرنسية" المرشحة للاستمرار، فوزيرة العمل مورييل بينيكو، أشارت إلى أن ماكرون سيعلن عن إجراءات وصفتها بـ "ملموسة وفورية" لكنها لن تشمل رفع الحد الأدنى للأجور، وعزت الأمر إلى أن أكثر من سبب، وأهمها أن رفع الجد الأدنى للأجور سيدمر الوظائف، وأن الكثير من الشركات الصغيرة لن تتحمل ذلك وستكون مهددة بالإفلاس.
وما يؤكد أن الأزمة قد تتجه نحو المزيد من التفاقم، هو أن حركة " السترات الصفراء " تطالب بخفض الضرائب ورفع الحد الأدنى للأجور وتحسين مزايا التقاعد، وهذا ما لا قدرة للحكومة الفرنسية على تلبيته وإقراره، خصوصا في ظل العجز في الموازنة الفرنسية من جهة، وعدم إمكانية مخالفة قواعد الاتحاد الأوروبي من جهة ثانية، وهذا يعني أنه لن تكون أمام ماكرون مساحة تمكنه من تقديم المزيد من التنازلات.
وبالإستناد إلى ما أشار إليه وزير المالية الفرنسي برونو لومير، من أن احتجاجات ذوي "السترات الصفراء" تعد "كارثة" للاقتصاد الفرنسي، يبدو أن ليس ثمة آفاق لدرء الأخطار التي ستواجه ماكرون، وفي انتظار الجولة التالية من الاحتجاجات التي ستنطلق نهاية الأسبوع، قد تنحو الأمور نحو تصعيد أكبر، فهل تكون فرنسا على فوهة بركان تعجل برحيل ماكرون؟!