تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تتجه أزمة تشكيل الحكومة نحو مرحلة جديدة من الصراع، ويبدو هذه المرة أنها ستكون مقدمة لتنافر قد يفضي إلى قطيعة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، بالرغم من المساعي لاحتواء ما أحدث تباينا بين بعبدا و"بيت الوسط" حيال ما قد يتبناه الرئيس عون "نيابيا" للخروج من عنق زجاجة الحكومة، ويبدو أن عقدة " حزب الله " السنِّية، ساهمت في تأزيم عملية التأليف بحيث بدت معها كل الأبواب موصدة أمام أي حل على قاعدة إيجاد تسوية، بدا إلى الآن أنها مستحيلة، وقد تترتب عليها تبعات أكبر في الأيام المقبلة.
هذا الواقع الضاغط، لم يدفع الجهات المعنية إلى تدارك الأخطر الذي حذر منه أمس السفير الفرنسي برونو فوشيه من فقدان لبنان دعم المجموعة الدولية في المقررات التي انتهت اليها مؤتمرات باريس وروما وبروكسيل ما دام لبنان عاجزا عن تأليف الحكومة، وهو تحذير جاء مواكبا لدعوة فرنسية ملحة الى تشكيل الحكومة الجديدة.
لا يمكن إلا قراءة ما ساقه السفير الفرنسي أمس بتؤدة، في سياق تأكيده على أن عدم وجود حكومة في لبنان يعني المخاطرة بفقدان الزخم الذي أوجده المجتمع الدولي، وسيكون من المؤسف حقا أن يفقد لبنان الفوائد التي جناها من جراء التضامن الذي تمكن من حشده، لكونه غير قادر على تأليف حكومة، وتكمن خطورة كلام فوشيه في أنه ممثل الدولة الراعية لمؤتمر "سيدر"، ولم يكتف بهذا القدر من الكلام ليشير إلى أنه في لحظة ما، الشركات التي تبحث عن الاستثمارات، قد تجد فرصا في مكان آخر، وهناك دول أخرى قد تحتاج الى مساعدة دولية.
لا نعلم على وجه التحديد العبرة من كل هذا التناحر على مقعد حكومي "بالزائد أو بالناقص"، وهل من يعرقلون يدركون تبعات هذا الأمر على لبنان؟ وكيف سيواجه بلد على شفا الانهيار الاقتصادي ما يحول دون تردي الأوضاع إلى حدود يصعب معها الخروج من أزمات متوقعة بغير أكلاف كبيرة؟
من هنا، يبدو أن ثمة انعكاسات سلبية على مقررات مؤتمر "سيدر" بدأت تظهر، وكلام السفير الفرنسي التحذيري غاية في الخطورة، فهل تضيع فرصة "سيدر" من لبنان؟