تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بدا في الأيام القليلة الماضية أنه بات في شبه المؤكد أن قوى 8 آذار حسمت أمرها في التخلي عن ترشيح الرئيس المكلف سعد الحريري لرئاسة الحكومة ، وهذا المسار لم يفاجىء وكان في دائرة التوقعات، وألمح إليه "الثائر" يوم كان كثيرون يتوقعون إعلان تشكيل الحكومة بين ساعة وأخرى.
في التعقيدات الأخيرة التي واجهت عملية التأليف كان ثمة كثيرون يتوجسون خيفة من أن يكون التعطيل عنوان المرحلة المقبلة، وهذا ما بدأ يترسخ رغم مساعي التهدئة ومعالجة عقدة تمثيل سنة الثامن من آذار، وجاءت أحداث الجاهلية لتضع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط في موقع غير القادر على الاستمرار في دعم الرئيس المكلف، لاعتبارات وأسباب معروفة، وعلى صلة بأمن الجبل.
وبالتوازي، لن يكون جنبلاط في موقع واضح، وبمعنى دقيق، فإن التطورات الأخيرة تم توظيفها لمحاصرة جنبلاط، وسط ما شهدنا من "عراضات" يوم تشييع محمد أبو ذياب احتفالية تخطت أجواء الحزن على فقدانه، وكانت ثمة ضحكات وقبضات مرفوعة وإعلان تحالفات، جاءن لترفد رئيس "حزب التوحيد" الوزير الأسبق وئام وهاب بجرعات دعم من "حزب الله" و"الحزب الديموقراطي اللبناني" والنائب فيصل كرامي وتوجت بتعزية السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي أشار من الجاهلية إلى أن حلفاءنا في لبنان يحصدون انتصاراً، حلفاءنا معنا ويكبرون والتحديات تصيب سوريا ولبنان معاً سواء كانت من إسرائيل أو الإرهاب.
إبعاد جنبلاط عن المعادلة الحكومية بات واضح المرامي والأهداف، وبدا ذلك في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "بالأمس، كان الاجتماع مع حزب الله في منتهى الصراحة والإيجابية. إن حادثة الجاهلية انتهت بحكمة العقلاء. رحمة الله على الشهيد محمد أبو دياب ، شهيد الوحدة الوطنية والسلم الأهلي. مع مارسيل غانم سأشرح كل شيء، واجيب على كل شيء. أتمنى عدم الأخذ بأي اشاعة أو خبر مدسوس".
ومن المتوقع أن تتبلور بعض المواقف حيال التخلي عن دعم الحريري في تشكيل الحكومة، والتسريبات في هذا المجال كثيرة، وتؤكد أن الأمور تسير في هذا الاتجاه، على قاعدة المثل اللبناني المعروف "خدوا سرارهم من زغارهم"، وهنا كل الأنظار ستكون شاخصة نحو بعبدا لمعرفة كيف يمكن لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون إدارة الأزمة الناشئة وسبل معالجتها وموقفه منها.