تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
الحكومة في ثلاجة الانتظار، وليس ثمة ما يشي بأن الأمور سائرة - حتى هذه اللحظة - في اتجاه حلحلة ممكنة، نظريا على الأقل، ما يعني أن إمكانية انتشال تأليف الحكومة من الركود دونه صعوبات، وسط انشغال لبنان الرسمي بالمستجد المتعلق بما أطلقه العدو الإسرائيلي من مواقف، وتهديداته الإعلامية من "أنفاق" موهومة يحفرها " حزب الله "، وهو لا يعدو كونه أكثر من ادعاء فيه الكثير من الزيف والتضليل، وبات نوعا من "حركشة" مفضوحة الهدف منها صرف نظر الرأي العام الإسرائيلي على فضائح رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو، إلا أن الدولة لا يمكن أن تتعاطى مع الأمر إلا بجدية وبكثير من الاهتمام.
وإلى جانب ذلك، انشغلت الأوساط السياسية بمتابعة احتواء حادثة الجاهلية، وترسيخ الأمن للحؤول دون تكرار ما حدث في أي منطقة، وتحصين الداخل في مواجهة حوادث أمنية، لبنان بغنى عنها، وكان من البديهي أن يبرد قليلا مسعى التأليف لجهة حل العقدة الوحيدة الباقية، والمتمثلة بتوزير أحد نواب السنة من قوى 8 آذار.
لكن في المقابل، تشير المعطيات والمعلومات المسربة من سائر القوى المعنية إلى أن عملية التأليف ستظل إلى أمد غير منظور في دائرة المراوحة، وسط اعتقاد راسخ بأن ملف الحكومة دخل في نفق مظلم، لا يبدو في نهايته أي ضوء، لا سيما بعد سقوط اقتراح الـ 32 وزيرا، وقد حسم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري موقفه بالرفض، وما يجري حاليا عاد وفقا لآلية بالـ 30 وزيرا يجري فيها توزير نائب سني يسميه اللقاء التشاوري أو سنة الثامن ل آذار.
وبحسب بعض المصادر المتابعة، فإن الطرح يقوم على أن يكون هذا الوزير من حصة رئيس الجمهورية، ولم تستبعد ان يأتي ذلك من ضمن آلية معقولة للبحث بحيث تتكرر تجربة الوزير الدرزي من خلال رفع لائحة بأسماء يجري الاتفاق عليها، ولا تضم الوزراء السنة المستقلين الى رئيس الجمهورية لاختيار اسم، لكن هذا الطرح لم يعرف مصيره والى اي مدى يمكن السير به، فضلا عن أنه لا يزال يلقى معارضة من قبل "التيار الوطني الحر"، باعتبار أن الامر يحرم التيار من امتلاك الثلث المعطل داخل مجلس الوزراء.
في المقابل، ليس ثمة ما هو جديد أكثر من هذين المقترحين، وسط توقعات في أن تكون هناك فرصة لدفع المشاورات في اتجاه صيغ محددة تكون قابلة للحياة، وما نعيشه اليوم، واقعا مأزوما، يشبه مسرحية "في انتظار غودو" والتي تحمل في داخلها الكثير من الترقّب، وهي أيضا مسرحية "اللامنطق" في عالم يتظاهر بالمنطق وفي داخله فوضى مرعبة، فهل نعلق آملا بانتظار "غودو" اللبناني؟!