تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- المحرر
في حـمأة الفساد ، ومع استمرار محاصرة لبنان بالفاسدين من كل صنف ونوع ولون، لم يتحرك القضاء ولم يحرك ذوو الشأن والاعتبار ساكنا، وكأن ثمة خطاً أحمرَ قانٍ يحمي ويحضن بحب وغيرة من استباحوا الدولة وعاثوا فيها فسادا وخرابا، وفي حمأة الفساد وفي ذروة تجليه الفاضح والمفضوح حد الفضيحة الدائمة، كما هو قائم اليوم، وكما بالأمس وقبله، لم نرَ السلطات المعنية تسارع إلى ملاحقة المطلوبين والمتورطين والمفضوحين المعروفين بالأسماء وأماكن الإقامة.
ممنوع في لبنان أن يرمى فاسد بـ "قمر ورد"، حتى وإن طفح الكيل، تماما كما طفح مجرور "الرملة البيضاء" في عاصمة لبنان "أم الدنيا"، وكاد أن يغرق بعض مناطق بيروت الرابضة على حدود الغيم، وعند "كتف" المتوسط بالصرف الصحي و"أخواته" من نفايات وروائح عابقة بضوع "الطيوب" المستقرة، و"لبنان يا قطعة سما".
المشكلة وفضائحها الظاهرة والمستترة، أن لبنان يعاني منذ "شم ريحة الاستقلال" وتنفس "محرروه" من نير الانتداب الفرنسي الغاشم والغشيم، تبعات وأهوال الصرف السياسي "المسدود" عند مصالح متنفذي الطوائف الطائفة كـ "أول شتوة" تغرق ما شُبِّهَ لنا يوما أنه طرقات وجسور، خضعت لأقصى معايير السلامة العامة والخاصة، ولا تزهق أرواح اللبنانيين عند حفرة ومطب.
أن نعيش عند مستوى الصرف الصحي وتحت مستوى الفقر والذل والهوان، فهذا ما تريده الدولة حتى إثبات العكس، وإلى أن نرى فاسدا مكبلا بالأصفاد ليلاقي ما يستحق مما ارتكبت أيديه منذ نعومة أظفار يديه وقدميه.
ما شهدنا بالأمس في بلدة الجاهلية في قضاء الشوف يؤكد أن الدولة قادرة على التحرك إن أرادت وَحَلَا لها ذلك، وهذا يعني أنه إذا أراد القيمون عليها أن ينزعوا شأفة الفساد من جسد الدولة فهم قادرون.
وحيال ما حصل بالأمس في الجاهلية - بغض النظر عن الملابسات - نجد أنفسنا مدفوعين إلى طرح سؤال واضح وصريح: هل الفتنة أشد خطرا من الفساد؟ أو بمعنى آخر، لا تساهل مع الفتنة وليبقى الفساد حاضرا إلى أن تنهار الدولة!
يبدو أن مواجهة الفساد غير واردة، والسبب بسيط، وهو بكلام الرحابنة يكاد يلخص بأنه "ما في حبوسه تساع كل الناس"، والناس هنا تعبير مجازي يقصد به مسؤولون من قماشة نادرة.
ملاحظة: إن تعطيل تشكيل الحكومة حتى الآن، قد يكون مقدمة لفتنة أبعد من حدود بلدة، وأخطر بكثير مما شهدناه في الجاهلية!